ما أوسع صدركْ
د. محمد علي الرباوي
كُنَّا اثْنَيْنِ وَرَابِعُنا[2] لَمْ يَأْتِ الغَيْمُ بِهِ. كانَ الغَيْمُ يَزورُ الْحَقْلَ وَلا تَأْتي الأَمْطارُ مَعَهْ.
كُنْتُ ضَعيفاً لَـمّا البَيْتُ فَتَحْتُ نَوَافِذَهُ لِصَهِيلِ الْكُفْرِ الْجَامِحِ. كُنْتُ بَعيداً عَنْ مَحْبُوبي. كُنْتُ مِراراً أَتَعَمَّدُ أَلا أَسْتَنْشِقَ عِطْرَ الرَّوْضِ الأَخْضَرِ. كُنْتُ مِراراً أَبْكي وَأَقولُ: تَخَلَّى عَنّي مَحْبوبي. هَلْ حَقّا يَتَخَلَّى مَحْبوبٌ عَنْ عَبْدِهْ.
كُنّا اثْنَيْنِ وَمَحْبوبي فاجَأَنا ذاتَ صَباحٍ. طَرَقَ البابَ عَلَيْنَا- ذاتَ صَباحٍ- أَبَــداً لا يَتَخَلّى مَحْبوبٌ عَنْ عَبْدِهْ
كُنّا اثْنَيْنِ وَرَابِعُنا لَمْ يَأْتِ الغَيْمُ بِهِ. كانَ الغَيْمُ يَزورُ الْحَقْلَ وَلا تَأْتي الأَمْطارُ مَعَهْ.
لَكِنْ نَبَتَتْ في الْحَقْلِ الأَجْرَدِ زَهْرَهْ
قالَ لَهَا مَحْبوبي: كُوني أَنْتِ عَلَى عَبْدي بَرْداً وَسلاماً. كانَتْ بَرْداً وَسلاماً. كانَتْ شَجَراً وَحَماماً. كانَتْ جارِيَةً قَلَعَتْنِي مِنْ ثَبَجِِ البَحْرِ وَأَرْسَتْ بِي في الشَّطِّ الأَخْضَرْ
فَتَلَقَّتْنـي مِنْ مَحْبوبي كَلِماتٌ خَرَجَتْ بي مِنْ بَحْرِ الظُّلُماتِ وَأَلْقَتْني في وادٍ يَتَلأْلأُ بِالْحُبِّ فَسُبْحانَكَ يا مَحْبوبي ما أَوْسَعَ صَدْرَكْ.
[1] ـ ـ الأحجار الفورة
[2] ـ راجع قصيدة " صاحب الغار"