العرب في الميزان
09آب2008
صالح محمد جرار
صالح محمد جرار/جنين فلسطين
قَـدْ عَـزَّ الـعُرْبُ عـاشـوا الـقُرآنَ بمدرسةٍ وبَـنَـوْا مِـن بَعْدِ رسولِهِمُ عـاشـوا لـلحقِّ بلا طمعٍ فـأنـارَ الـكـونُ بمشْعلِهِمْ وَمَـضَـوْا والـعِزُّ يُظلِّلُهُمْ * * * وأتـى مِـنْ بَـعْدِهِمُ خَلْفٌ نـحروا الأخلاق وما وَرِثوا فـرِحَ الـشيطانُ بهم جذلاً نـصَـبَ الأشراكَ مُطَعَّمةً مـا أبـقـى مَعْصيةً إلاّ... فـتـراهـمْ فـي لهفٍ يَجْ سـقـطوا في ذُلِّ معاصِيهمْ * * * وتـسـلّـط حُـكّـامٌ مِنْهُمْ رفضوا عِزّاً، رفضوا مجداً شـنـقوا العلماءَ "وَسيّدَهُمْ" وأشـاعوا الفُحْشَ بموطِنِهِمْ فَـتـرى ضُلاَّلاً قَدْ عاشوا * * * أَرَأَيْـتَ رُعـاتَك يَا وطني فـقـدوا الإحساسَ بمكرمةٍ قـد مـاتَـتْ فيهم نخوتُهمْ قـد باعوا الشّعْبَ بشهوتِهِمْ بل باعوا الصخرةَ والأقصى حـتـى بِـتْرولُكَ يا وطني * * * صَـرَخاتُ الأقصى يسمعُها ورمـالُ الـبـيـدِ تُردّدُها والـنِّـيلُ بمصرَ وجارتِها ومـآذنُ فـي أمَـمٍ شـتّى * * * صَرَخاتُ الأقصى قد بَلَغَتْ لـكـنْ صَرَخاتُك يا أقصى لـكـنْ صَـرَخاتُكِ يا قُدْسُ * * * وَسِـنـيـنٌ فـي ذُلٍّ مَرَّتْ سَـمَّـوْهـا النكسةَ!! ليتهُم لـو ذاتُ سِـوارٍ آذَتْـنَـا لـكـنَّ أراذلَ دُنـيـانا.. فـالـوَيْـلُ لنا إن طال بنا * * * مـاذا سـنـقـولُ لبارئِنا عـهـد الإيـمـانِ نَقَضْنَاهُ أسـبـاب الـنصر تركناها حـرم الإسـراءِ خـذلْـناهُ لُـطْـفـاً يـا ربِّ بأقْصانا واغـفـرْ يا ربّ معاصينَا فـلـعـلَّ الـرحمةَ تُدْرِكُنا ونُـعيدَ "صلاحاً" أو "عُمَراً" ونـعـيـشَ بسؤددِ إسلامٍ ونـنـيـرَ الـعـالمَ ثانيةً فـنـعـيـشَ السَّعْدَ بِدُنْيانا | بإيمَانِمِـنْ بَـعْـدِ الـذُّلِ زَكّـاهـا رَبُّ الإنـسـانِ مـجـدَ الإسـلامِ بإحسانِ إلاّ مَـرضـاةَ الـرَّحـمنِ مِـنْ بَـعْـدِ ظلامِ الأزمانِ فـالـعِـزُّ لـواءُ الإيـمانِ * * * لَـفُّـوا الأمَـجـادَ بأكفانِ مِـنْ هَـدْيِ الإسلامِ البانيِ مـا أخـبـثَ كيدَ الشيطانِ كـالـطُّـعْمِ لصَيْدِ الجُرْذانِ أهـداهـا ريـشـةَ فـنّانِ رُوْنَ وَراءَ الـشهوةِ والفاني فَـمُـنُـوا بـأشدِّ الخُسْرانِ * * * وهـمُ أعـلامُ الـبُـهْـتانِ يَـبْـنـيـهِ الصِّيدُ بِفُرْقانِ وأرادوا سَـحْـقَ الإيـمانِ فَـأمـاتـوا هِـمَّـةَ شُبَّانِ عَـيْـشَ الـقُطْعانِ لِذُؤْبانِ * * * فـأولـئـكَ وكْـرُ العُدْوانِ ومُـنُـوا بِـفَسادِ الوِجْدانِ مِـن بَـعْدِ سُقوطِ الأركانِ وكـذا الأوطـانَ بـرنّـانِ وكـذلـك دِرْعَ الـجَوْلانِ فَـأَراهُ جَـنـاحَ الـعُدْوانِ * * * شـعـبٌ في الشامِ وبغدانِ وكـذلـك مـوجـةُ تطوانِ أدري بـحـرارةِ ظـمـآنِ قـد تَـدْري كـيدَ الشيطانِ * * * أَسْـمـاعَ القاصي والداني لـم تَـبْـلُـغْ قلبَ الإيمانِ لـمَ ْتَـلْمِسْ سَمْعَ الشُّجْعانِ * * * ونـزيـفٌ بـالحَرَمِ العاني سَـمَّـوْهـا عـارَ الأزمانِ لـوجـدْنـا أعـذارَ ألوانيِ هـم سـامُـونا ذُلَّ العاني نـومٌ فـي وجْـهِ الطّغْيانِ * * * فـي يـومِ الـدينِ وحُسْبانِ فَـنَـسَـفْـنَـا أُسَّ البُنْيانِ فـسـقـطْنا صرعى ميدانِ فـرمَـوْهُ بـنارِ الأضغانِ لـطـفـاً يـا ربِّ بفتيانِ وأَعِـشْـنـا نـهجَ القرآنِ فـنـجـدّدَ عـهدَ الإيمانِ فَـنُـطَـهّرَ قُدْسَ الأوطانِ ونـجـاهـدَ كـيدَ العُدْوانِ ونـكـونَ الـقلبَ لِعُمْرانِ ونـفـوزَ بـجنّةِ رضوانِ | لأوثانِ