شاهد للغياب

صلاح أحمد عليوة

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

كان بابُك بابي

و كانت وصاياك نجماً أليفا

على معبرٍ لغيابي

و كان رعاةُ الأساطيرِ

يبنونَ صرحاً

فطالعتُ خلف حجابٍ كثيفٍ

من النورِ و الظلماتِ اغترابي

و كانت ترانيمُ أهلي 

و أعنابُ كرمتهم تنزوي 

في خريفٍ عتيّ

و كان المغنونَ

و المنشدونَ الصفيونَ

يلقونَ لحناً كئيباً

على وقعِ آلامهم

لعتابي 

اتجهتُ إلى الغربِ 

و الوقتُ ليلٌ

و كان الهواءُ كما كان

في موطنِ الأهلِ  

عذباً 

فراوغتُ خوفي

و غادرتُ عند الحدودِ

ارتيابي

و آنستُ حزناً 

فرافقتُ جيران خانٍ

و طالعتُ سِفراً

و جاورتُ مرعى صغيراً  

و قصراً 

و عدتُ كما رحتُ سراً 

فلم يرني

غيرُ مصباح بابي

و ما عِلمَ الحرسُ الملكيّ

 بسري

و لا فسرَ العارفُ الكهلُ أمري

و لا قرأَ الكلماتِ الخفية

بين سطور كتابي

و لا أيقظتْ أذرعُ الريحِ غصناً

و لا أزعجَ الموجُ صخراً 

فسيانَ عندكَ

ما كانَ من عودتي أو ذهابي