الشيخ والصبية
حسن حوارنة /جدة
[email protected]الشيخ يصبو والصبية تلعب
الصدر منه مبشرٌ ومرحبٌ
جمع النقيض مع النقيض تماثل
هي في ربيع العمر زهر يانع
قالت خريفك مورق بتجارب
* * *
قال الربى ذبلت وسافر طيرها
جفت حقولي والتوت أغصانها
للحب سلطان سأكسر سيفه
للحب أحكام سأمحو نصها
للحب مشوار طويل متعب
إني طواني العمر بعد تجارب
* * *
ظلت تحادثه نهارا أو دجى
في كل ليل إن ينام ضجيجه
غمرته رغم خريفه بتأمل
في عينها شوق وفي نظراتها
في همس بسمتها ندء صارخ
والشيخ مستمع لكل حديثها
طلبت تواعده فأحنى رأسه
* * *
وأتته في خطوها ميع الصبا
بأنامل حمراء تطوي شعرها
ركنت عباءتها ومالت نحوه
أهوى الرجولة في صياغة سمتها
أنت التعقل والتخلق في الهوى
ورأى برفقتها غلاما فارعا
هذا خطيبي جاهل متعجرف
أخشى الشباب الغر في هندامه
ضحل بفكرته عقيم في الرؤى
هلا تناصحه تنور دربه
في رأيه شرخ ببعض جهالة
تغريك منه وسامة لكنه
* * *
أأبيع عقلي للوسامة والصبا
أم أشتري شيخا بباقي عمره
إني بقاع الحيرة الكبرى أموج
وأفاق ذاك الشيخ من أوهامهوالقلب رغم تماسك يتقلب
والصدر منها لا أبالك أرحب
في الرأي أو في رغبة تتوثب
رطب الحواشي والحنايا أرطب
ينبوعها فيض ومنها أشرب
* * *
قالت عصافير الهوى لا تهرب
قالت فإني كالسحابة أسكب
قالت فسلطان الهوى لا يغلب
قالت فأحكام الهوى لا تكتب
قالت مشاوير الهوى لا تُتعب
قالت فإني في حماك أجرب
* * *
والشيخ يسحره حديث أعذب
تبقى تحادث والجوانح تضرب
جعل الحنين لأمسه لا ينضب
أقصوصة للحب ساعة يوهب
لكنه رغم الرغائب يحجب
والشيخ منها صامت متعجب
قالت غداة غد فإني أرغب
* * *
والثغر منها باسم مستعذب
لتريه وجها حل فيه الكوكب
يا شيخ إني للصبابة ملعب
كل الحماية أنت نها ألأوجب
إن كنت تهواني فإني الأنسب
في زي ملبسه ابتذال مرعب
يكفيه منك تعلم وتأدب
ميع الصبايا والحديث المجدب
وأخو الضحالة في التفاهة يطنب
فدروب مسلكه فضاء منضب
وهو السفيه غباؤه لا يعرب
طبل يعج بقرعه لا يطرب
* * *
وأنا شباب في الصبابة أرغب
مرتاحة وهو الحكيم الأنجب
وأغتلي أين السبيل الأصوب
والقلب منه مشتت ومعذب