تحوُّل

نمر سعدي

نمر سعدي

[email protected]

ربمَّا كانَ اسمها ايزابيلا 

وربمَّا كانت تحتسي قهوة الكابوتشينو بكلِّ نشوةٍ 

وربمَّا أيضاً دخلتْ في حالةٍ مشابهةٍ 

لحالةِ غريغوري سامسا 

في روايةِ التحوِّل لفرانز كافكا

فظنَّت نفسها فجأةً أنها تحوَّلت إلى حمامةٍ هائلةٍ

فقزت من نافذةِ مكتبها في برجِ جامعةِ حيفا 

لترتطم بصخرةِ موتها 

وبعبارةِ ت س اليوتَ المشهورة

(نيسانُ أقسى الشهور)

كلَّ يومٍ تعبرُ من أمامي وأنا أجهلها 

أراها بعينِ الشاعرِ 

بكاملِ بياضها وزينتها ومرَحها وجمالِ قلبها 

ولكنني للأسف لا أرى شعاعَ الكآبةِ النابضَ في عينيها

وهذهِ مشكلةٌ حقيقيَّةٌ

أن ترى كلَّ شيء ولا ترى الكآبةْ

سأدلقُ فنجانَ قهوتي على الأرض

وألغي برنامجَ قراءتي لهذا اليومِ

حداداً على الحمامةِ التي لا أعرفها.