يخضرُّ غصنُكِ في الربيعِ ويَعْبقُ =وَيَعُمُّ دفئُكِ حينَ شمسُكِ تُشْرِقُ
ويفيضُ واديكِ الرحيبُ بطولةً =وكرامةً غَدَقًا، ومثلُكِ يُغْدِقُ
قدّمْتِ في فَنِّ البطولةِ والوغى =مَثَلا سيحْفظُهُ الزمانُ الموبقُ
يا إدلبَ الخضراءَ بينِ كرومها =أَودَعْتُ قلبًا بالمحبّةِ يَخْفِقُ
يا منبعَ الأبطالِ يا حُلُمَ العُلا =ماضيكِ يُنبيْ النصرُ فيكِ مُحَقّقُ
 ماضيكِ يُخْبرُ كلَّ مَنْ لا يَرْعوي =أنّ الجبالَ الشمَّ لا.. لا تُطرقُ
 يَتعجّبُ التاريخُ مِنْ تاريخِها =فَيميلُ مِنْ إعجابِه وَيَصفّقُ
فمواقعُ التاريخِ فيكِ كثيرةٌ =فَعلامَ أَذْكرُها.. وأنتِ البيرَقُ
 أوقفْتِ زَحْفَ الرومِ كمْ مِنْ مَرّةٍ =وَحَفَرْتِ قبْرَ الطامعين فما بَقُوا
 واليومَ عُدْتِ إلى الجهادِ فرايةُ الـ= =إسلامِ في جنَبيكِ عِزّا تخفقُ
طَهّرْتِ مِنْ رجْسِ المجوسِ مساجدًا =لولاك كانَ دمُ المساجدِ يُهرقُ
 حَرَّرْتِ أنفسَنا من الهوانِ وقدْ هَوَتْ= في اليأسِ حتّى جاءَ نورُكِ يُشرقُ
 بالغْتِ في ذُلِّ المجوسِ فأصبحوا =مِثْلَ الكلابِ حذاءَ نعلِكِ تَلعقُ
 يا أوّلَ النصرِ المبينِ تحيّةً =مِنْكِ البدايةُ والنهايةُ جِلّقُ
أَثْلَجْتِ صدري باجتماعِ كواكبٍ =هَتَكَتْ حجابَ الظلْمِ فهْوَ مُخَرّقُ
 بوركْتَ يا جيشَ الفتوحِ وبوركَتْ =أرضٌ تكاد بفيض نورك تغرقُ
 أَفْرَحْتَ أفئدةَ الجماعةِ كلّها =وجعلْتَ أفئدةَ المجوسِ تَحرّقُ
 أَحْيَيْتَ فينا نَخْوةً عربيةً =في ظلّ دينِ مُحمّدٍ تَتَعَمّقُ
 يا رايةَ التوحيدِ فيكِ خلاصُنا= وسواكِ أيّةُ رايةٍ سَتُمَزّقُ
 مَنْ كانَ مرضاةَ الإلهِ مُرادُهُ =فَلْيبْقَ في صَفّ الجماعةِ ما بقوا
 العرْبُ والإسلامُ طاقةُ نَرْجسٍ= جِيْدُ العُلا أبدًا بهنَّ مُطوّقُ
 سنظلُّ رغْمَ الحاقدين أُخوّةً =لا تَنْثني أبدًا ولا تتفرّقُ