الأشجار

حماد صبح

إنما الأشجار شعر رائع خصب الجمال

نغمات صافيات هي في ريح الشمال

وثمار طيبات ، نبع حلم ، فيض مال

وإذا الفجر تلالا نثرت دمع ابتهال

سبحت رب وجود  ذا جلال وكمال

وإنِ الطيرُ تغنت جاوبتها في دلال

في حفيف يطرب القلب ويسمو بالخيال

ينقش الغيم عليها لمع حبات اللآلي

وشعاع البدر  فيها من بديعات المجالي

في الشتا تشجي نفوس الناس أوراقا بوالي

تلهم الحكمة نورا شع في ليل الضلال

كل حي لشتاء وأفول وارتحال

حيرتي من كل جانٍ غال نبتا ، لا يبالي

إنه يغتال روحا ، لو درى ، أقسى اغتيال

هو ذا فعل شِرار الناس جندِ الاحتلال

حول داري من مساوي جرمهم أدمى مثال

نخَلات شائهات تائهات في الرمال

وجذور كنَ يوما منبع الرزق الحلال

تبعث الزيتون غابا ناضرا جم الظلال

سحقوه في صباح جاش بالحزن المغالي

قاتل الأشجار جانٍ ، دموي الروح ، قال(ي)

يزرع الموت ، ويفني نعم الله الغوالي

1 : القالي : الكاره . 

وسوم: العدد 670