أنشودة الأمعاء الخاوية

أبو المعتصم بالله يوسف النتشة

أنشودة الأمعاء الخاوية

ملحٌ وماء

أبو المعتصم بالله يوسف النتشة

[email protected]

ملحٌ وميّْ..

ياأيّها الشعرُ الشعارُ

لكل حيّْ

يا زفرة الصبّارِ

في صمت الزمان المستدارْ

تغلي بأتّون الغضبْ

في قلب منتفض ٍ أبيّْ

وتصب ألسنة اللهبْ

في وجه طاغية عتيّْ

تجتاح أوهام الحصارْ

 

******ْ

ملحٌ وماءْ..

تسبيحة القلب المناجي في السحرْ

طرفَ النهارْ

لمّا تخافت واندثرْ

نورُ القمرْ

وتمرد الليل البهيم

بجنحهِ ..  يطوي  المدى

يطوي المدرْ

يهوي بحبات الندى

ويحاصر الصبح الوليد

إذا تنفس وانتشرْ-

فانساحت الأنسام والأنغام

تشدو للنهارْ

ترجو الصباح المنتظرْ

 

*****

 

 

ملح وماء..

وأنين أمعاءٍ خواءْ

وكلوم أفئدة تنادت للفداءْ

وتصيح في السجانِ :

إفعل ما تـشاءْ!

أبت الدنية والخنوع والانحناءْ

لفظت عروش الأشقياء ْ

من أوغلوا في كل داءْ.

وتمرغوا في وحل جبار  دعيّْ

في سفح أطلسَ .. أو دبيّ!

واستنفدوا الأمعاء والأحشاء في ذل وغيّْ

فغدوا حصادا للهشيم ْ .

ما عاد ينقصهم ..

سوى الموت الرحيمْ.!

******

ملح وماءْ..

برِح الخفـاءْ..

سقط القناع عن الغثـاءْ.

وعلا نحيبُ الكون ِ..

وانقطع الرجاءْ..

فخرجْتَ من رحم الجراحِ ِ

وسكرة القوم الهراءْ

يا وارث الزمن الرشـيدِ..

وباعثاً  زمن الإبـــاءْ

أقبلْ ..

 فقد حُمَّ القضاءْ.

أقبل.. فأنت الكوكب الدريّ في تيه الشـقاءْ

الكون ينتظر الضياءْ

الأرض ترقب والسـماءْ

يا فارس الزمن الجديب تقدمنّْ

أنت المؤمَّل والرجاء.ْ

*****

ملح وميّْ

يا صرخة الحرّ الأبيّ

يا أيها الروح الطهورْ

يا سيد الأحرارِ..

في الوهن الكبيــرْ

لو ضاقت الدنيا ..

أو أطبق الديجورْ

لو حاصر السجانُ ..

أنفاس العنابر والزنازن.. والأزقة والجحورْ..

لو أدبرت كل الخلائقِ ..

وارتضت عيش القبورْ-

صبرا جميلا يا أخيّْ

فالصبر مشكاة ونورْ.

ولأنت خيط الفجرِ

يأذن للبكورْ.

يستنقذ الأحياءَ..

من وحش القبورْ.

ما كنتَ يوما بالأسيرْ

ما كنت إلا مرشدا .. يحيا به  الكون الكبيرْ

أنت الغد الحر الأبيّْ

أنت الحياة لكل حيّْ

أقدم .. وبالله المسيرْ

فالله خيرٌ حافظا..

وهو النصيرُ.. له المصير.ْ