أمل

حيدر الغدير

في سِنةٍ أصدق من النوم واليقظة، رأيت أمل المسلمين في عودة الأقصى عزيزاً محرراً قد تحقق، وبعض الآمال كبعض الرؤى تأتي مثل فلق الصبح .

أمل يضيء وبالبشائر يبرقُ=جذلان يستبق الخطوب فيسبقُ

آتٍ بكل الطيبات يزفها=ويكاد من فرح يتيه وينطق

خفقت لمرآه القلوب تحثه=أقبلْ فجاء كما يجيء المشرق

ويمينه ما نشتهيه ونرتجي=وشماله ما البغي منه يفرق

أحلامنا بالأمس واقع يومنا =وغداً أماني يومنا تتحقق

ما أبهج الدنيا بحلم طيب=نضر وآمال حسان تبرق

وأمرها باليأس فهو عدوها=يسطو بها ذئباً يعيث ويزهق

أملي الذي ملأ الجوانح بهجة=ومشى بما أرجو وأزهو يغدق

أني سمعت الثأر يدعو أمتي=فإذا صداه وقد تهادى الفيلق

يمضي به ويقوده ذو همة=للنصر فيه أو الممات تشوق

يطوي اليهود كما طوتهم خيبر=وطوى قريظة يوم خانوا الخندق

حتى الحجارة سوف تصبح عونه=في زحفه يوم اللقاء وتنطق

والموعد الأقصى وراية أحمد=ستجوز آفاق السماء وتخفق

ولسوف يعلو فوق منبره ضحى=للناس فيه تشوف وتعلق

والمسلمون بكل أرض سجَّدٌ=واللَّه يحفظ أمرهم ويوفق

والفاتح المنصور بين جنوده=بالنصر زاه والوقار مطوق

يمشي ويصحبه الجلال كظله=والمجد منه وفيه طيب ينشق

عنت اليهود لأمره وجبينه=للَّه عان مستكين مطرق

وسعى له الفاروق يشكر صنعه=وصلاح وهو بشاشة تتدفق

وتجمعوا والسعد ملء قلوبهم=والبشر عن أكمامه يتفتق

وتعانقوا فإذا الجميع قلادة=قبل الصدور على القلوب تعلق

وعلا على الأقصى الأذان مظفراً=فإذا العيون بدمعها تغرورق

حلم تلألأ في غد ميعاده=كقميص يوسف مِسْكُهُ والرونق

أقسمت إن سعوده ووعوده=أبهى الأماني الشائقات وأصدق

وسوم: العدد 859