تجليات القصيدة

محمد فريد الرياحي

في لحظة من عادتي أن أشرب الإلهام في إمسائها.

لقيتها مفردة، قد أفردت بلونها ولحنها، بعطرها وسحرها،

بما تملكت من الإشراق في أسمائها.

لقيتها، وكنت من قبل اللقاء آنس الأوهام في أهوائها.

لقيتها، جوهرة تبرجت لرائق الإلهام في إسرائها.

لقيتها، مشرعة تطير في إغرائها.

لقيتها، مترعة تدور في إغوائها.

لقيتها، من بعد أن رضيتها،

 موصولة برفرف الأحلام في أندائها.

دخلت فيها فاتحا

بما شهدت في سنى الإشراق من أنبائها.

لقيتها خفية بهية،

 شهية ندية،

 عصية سخية،

ملمومة في سرها، محمومة بما نوت

  في ليلة الإلهام من آلائها.

لقيتها، عانقتها، وفي العناق رمت سرها، وجهرها،

أدركت غورها،

 ملكت أمرها،

إني لها، وهبت ما في ليلتي من الجنون موطنا،

فهل لها أن تهب الإلهام لي، في رونق الأحلام هل لها،

 أن تسلم الألحان والأوزان لي،

لعلني أكون شاعرا وراويا،

 وآمرا وناهيا،

 لعلها تفوز في لألائها،

بما على دوائر الأوهام لم تفز به،

 لعلها تفوز بالرؤى قصيدة

لعلها لعلني، لعل ما بنا،

 في دفقة الرؤى، يكون قاصيا ودانيا.؟

لقيتها، وكنت فيها مالكا، أعلو على أرجائها.

فمن سواي يمتطي، في رجفة الإلهام سهلها، ووعرها،

ومن سواي يستوي، على ذرى عليائها؟

لقيتها، قصيدة ممشوقة الكلام في أمدائها.

لقيتها، وكنت من قبل اللقاء أشرب الخيال من أصدائها.

لقيتها، وها أنا في صحوة القيام لا أرتاب في إلقائها.

وسوم: العدد 695