صبرا على ظلم الطغاة

عبد المنعم الجاسم

صبراً على ظلم ِ الطغاة ِ جميلا فــالليلُ جمّـع نفســه ليزولا

قد طال حتى قلتُ : ليس بمنقض ٍ وأناخ حتى خلته ُ مشــــلولا

ليل ٌ كــأنّ نجــومه مشــــــدودة ٌ وكأن تحت ســـدوله الضـلـّيلا

مذ أربعين خـلت تربّـع جـــاثماً ضيفاً على صدر الكرام ِ ثقيلا

ليل ٌ ألفنا ـ أو نكاد ـ ظــلامه يا صاحبي من أوقد َ القنديلا ؟

.....................................................................

هبت من الخضـراء تونسَ نفحة ٌ هـزّ الفــرات َ عبـيرُها والنيلا

ونســــائم اليمـن الســعيد عـليلة ٌ أردت فـــؤاد َ عليّه ِ معـلـولا

والنائمــون على دجـى أيلولــهم يترقبون الفــجـر في أيلــولا

ماعين زمــزمَ إذ تفجّـر مـاؤها يوماً لهاجرَ وابنها اسماعيلا

بألـذ ّ في شـــفتيّ مــن حـــرية ٍ أدمـنـتُ لـثـم َ حروفها تقبيلا

....................................................................

أمعفـّـرَ الليثِ الهـزبـرِ بصدره لمن ادّخرتَ السـاعد المفتولا

قد صال بين الفاتحين صدورهم متلفّتاً .. متخوّفاً .. مذهولا

قلقاً ، يســائل نفســـه فتجيبـه من ذا رمى بك ههنا لتصولا

هذي خيول بني أميّة َ ضمـّـراً ياويح أمك ، ما سمعت صهيلا

فانقضّ نحوهم ، كما لو أنــه ينقضّ متجهاً إلى اســــرائيلا

نفدتْ من الشـعب الحليم جلادةٌ قد ضمّها في الخافقين طـويلا

شــعب كأن الله تحت ضــلوعه وكـأن بين جمــوعه جـبــريلا

شــعب يرى أن الحـياة شــهادة ويـرى المنية َ أن يظـلّ ذليلا

مسـتـكـثراً مـن نفسـه في نفـسه ويرى كـثـير الحــاقدين قـليلا

متأبـّطـا ً أكـفانه ، ومـواعـدا ً في سـاحة التحرير عـزرائيلا

سـاروا مسـير الأنبياء يقودهم قــرآن رب العـالـمـين دلـيـلا

حملوا مصـاحفهم وألفَوْا بينهم عيـسى بنَ مريم حاملا إنجيلا

كل ٌ يردد : (( أعطني حريتي أطلق يديّ )) فقد مللت غلولا

........................................................................

يا أيّهذا الشـعب كل قصـائدي لا تسـتطيع إلى ذراك وصـولا

واللهِ ، لو لم يختـمَـنْ بمـحمّـد ٍ أقسـمت إنك قد بُعثت َ رسـولا

وسوم: العدد 701