‎من غازي القصيبي إلى نزار قباني

‎نزار أزف إليك الخبر .. 

‎لقد أعلنوها وفاة العرب

‎وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ

‎وبين السطورِ..وتحت السطورِ

‎وعبْرَ الصُوَرْ!!

‎وقد صدَرَ النعيُ..

‎بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ

‎جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ

‎وشارون يرقص بين التهاني

‎تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ

‎و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ

‎عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ

***

‎نزار! أزفُّ اليك الخَبَرْ!

‎جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..

‎أتبتسمُ الآن؟!

‎هذي الحضارةُ!

‎ندفعُ من قوتنا

‎لجرائد سادتنا الذابحينْ

‎ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!

***

‎نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!

‎وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك

‎بعضَ الكدَرْ

                                      فنحن نموت...نموت...نموت..

‎ولكننا لا نموتُ...نظلُّ

‎غرائبَ من معجزات القَدَرْ

‎إذاعاتُنا لا تزال تغنّي

‎ونحن نهيمُ بصوت الوترُ

‎وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ

‎فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ

‎وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ

‎يباهي بعولمة الذُّلِ

‎يفخر بين الشُعوبِ

‎بداء الجرب

‎ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ

‎تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ

‎الى الفجرِ...

‎حين يجيء الخَدَرْ

‎وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ

‎تهزجُ...مأخوذة باللُعَب

‎ولندن ـ مربط أفراسنا!

‎مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ

‎وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ

‎منعنا العبورَ...

‎وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"

***

‎نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ!

‎يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ

‎تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ

‎يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ

‎"لِبيريز"...

‎انتصرْ

‎وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ

‎في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ

‎و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ

‎في زنود نساء التترْ

‎ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ

‎مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ

***

‎نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ

‎سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات

‎فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!

‎فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.

‎ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ

‎مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ

***

‎نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ

‎سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات

‎فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!

‎فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.

وسوم: العدد 706