هنّؤوني

صالح محمّد جرّار

هنّؤوني واغبطوني واحمدوا الـلـه بجهر القول أو صمت اللسانْ

فأنا أحـيــا بـظـلٍّ وارفٍ وأنا أحيا سعـيـداً في أمان

حقّـيَ الشّرعـيّ لا أُحـرمُـه فـأنـا آخـذه في كلّ آن

فهو محفوظٌ فلا يغـصبـنـي ذلك الحقّ غشومٌ ذو سنان

وبجهـدي واجـتهـادي آخِذٌ رايةَ السّبق وما يُملي الرّهان

ليس مَن يسطو على جائزتـي مِن رئيس أو عتلٍّ ذي طعان

****

أنـقـد الحاكـم إن ضـلّ لكي يستقيم السّير أخذاً بالعِنان

فإذا الحاكـم يـثـني خـيـله عن مسيرٍ كان في جوّ دخان

عاملاً بالنّصح من بعد هـوًى يشكر الله على رشْد الجَنان

من ذوي التّـقـوى وأهل الفِطَنِ يقبل الشّورى وإن ظنّ الهوان

ليس حكم الفـرد من مذهـبه حكْمُ فرعونَ طواهُ الحَدثان

خادم للشّعـب لا يزعـجـه قول من قال غبيٌّ أو جبان

حـكّـمَ الإسلامَ في سيـرتـه واقتدى بالرّسْل من غير توان

يا له من حاكـمٍ أسعـدَنـا فذكرنا عمَرًا تاجَ الزّمان

****

يا له من حُلـُمٍ عـشتُ به غسَقَ الليل بروضات الجِنان

وأفـقـتُ من رؤًى وا أسَفا ذقت فيها الشّهدَ من زهر الأمان

وإذا الحاكـم في أمـتـنـا ينشر الموت بسمّ الأفـعـوان

****

فمتى تأتي يدُ الحـقّ الّتي تحطم الرّأسَ وتلغي الطّيلسان؟

إيهِ يا شعـبأً له أمـجـاده أفـتـبقـى راضياً قيدَ الهوان ؟

أفـتـبقَـون قـطيعـاً غافلاً ويدُ الظُلاّمِ تودي بالكِـيـان ؟

انظروا تونسَ في ثورتهـا هرب الظّالـمُ منها بهـوان

إن أردتم عـزّةً في عيشكـم فهلُمّـوا أشعـلـوها بُرُكـان

وثـقـوا أنّ الإلـه معـكـم ينصر المظلـوم في كلّ زمان

فانصروه كي تنالوا نصـرَه ليس إلاّه نـصيـرٌ يُستعـان

فهو جبّـارٌ عزيـزٌ قاهـرٌ قال للعالَـم كن فالخلـقُ كان

وسبيل الـلـه منجـاةٌ لكم وكتاب الـلـه دربٌ للأمـان

من ديواني ( ثورات على الطّغيان )

وسوم: العدد 716