"لمسات بيانية في نصوص التنزيل"

د. عثمان مكانسي

"لمسات بيانية في نصوص التنزيل"  

للدكتور: فاضل صالح السامرّائي

عرض: د. عثمان مكانسي

صدر هذا الكتاب عن دار عمار في الأردن –عمان- ساحة الجامع الحسيني عام ألف وتسع مئة وثمانية وتسعين للميلاد.

يقول صاحب الكتاب: هذه جملة من نصوص التنزيل العزيز، سُئلتُ عن سرّ التعبير في بعضها، واخترت بعضها الآخر من سور متعددة لأبيّن طرفاً مما فيها من "أسرار تعبيرية ولمسات فنية" لعل فيها نفعاً لدارسي القرآن، ولتكون خطوة أخرى بعد كتاب "التعبير القرآني" في بيان شيء من أسرار هذا السِفر العظيم، كتاب الله الخالد.

ويرى الكاتب أن عمله في هذين الكتابين "لمسات بيانية في نصوص التنزيل" و"التعبير القرآني" دراسة في بيان شيء من أسرار التعبير القرآني العظيم لا تنتهي عجائبه، وهما خطوة في طريق قد يوصل السالك إلى طريق الإعجاز أو شيء من الإعجاز، وليس في بيان الإعجاز القرآني لأنه لا يستطيع النهوض ببيان إعجاز القرآن ولا لشيء منه، فالإعجاز في القرآن أمر متعدد النواحي، متشعب الاتجاهات، ومن المتعذر أن ينهض لبيان الإعجاز القرآني شخص واحد، ولا حتى جماعة في زمن ما، مهما كانت سعة علمهم واطلاعهم، وتعدد اختصاصاتهم، إنما هم يستطيعون بيان شيء من أسرار القرآن في نواح متعددة حتى زمانهم هم، ويبقى القرآن مفتوحاً للنظر لمن يأتي في المستقبل، ولما يجدُّ من جديد، وسيجد فيه أجيال المستقبل من ملامح الإعجاز وإشاراته ما لم يخطر على بال.

ويؤكد المؤلف أنك ترى في التعبير الواحد إعجازاً لغوياً جمالياً، وترى في الوقت نفسه إعجازاً علمياً، أو إعجازاً تاريخياً، أو إعجازاً نفسياً، أو تربوياً، أو تشريعياً أو غير ذلك. ولكلٍّ في اختصاصه يرى الإعجاز والصدق والحق والسمو.

ويرى الكاتب، وهو شفّاف النفس، ثاقب النظر، أن شأن الإعجاز أبلغ من كل ما نصِف، وأعظم من كل ما نقول، وأعجب من كل ما نقف عليه من دواعي العجب، وأن هذا القرآن الكريم فيه من دواعي الإعجاز ما تنتهي الدنيا، ولا ينتهي.

ويؤكد –ونحن معه- أن ليس في قوله مبالغة ولا ادعاء أو انطلاق من عاطفة دينية أو التهاب وجدان، ولكن لو فُتح القلبُ المقفل، وأوقد السراج المعطّل، وأشرقت بالنور حنايا لم تكن تعرف النور، ولامست فؤادك نفحة من روح الملك القدوس، وهبّت على نفسك نسمة من عالم الروح، وسمعتَ صوتاً يملأ نفسك قادماً من بعيد من الملأ الأعلى يقول: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" "ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر" فقفَّ شعر رأسك، واقشعرّ جلدك، ومار فؤادك، وتحركت السواكن واضطرب بين جنبيك ما اضطرب، والتهب فيه ما التهب، وانهمرت الدموع تسيل في شعاب القلوب التي قتلها الظمأ وأقفرها الجفاف تغسل الأوضار وتروي حباب القلب، وتُندي اليبس، وتحيي الموات.. فعند ذلك تذوق ما لم تعهد له مذاقاً ولا طعماً، وتحسُّ ما لم يكن لك فيه سابق معرفة ولا إحساس، وتصيح بكل جوارحك قائلاً: والله لقد آن.. والله لقد آن..

وقف المؤلف على شواطئ سور الفاتحة والمائدة وآيات من تسع عشرة سورة أخرى يطوّف بين جمال اللفظ ولطف المعنى ومتانة السبك، ودقة المبنى وسحر المغنى، فيختار لك كنوز الألطاف، ولطائف الكنوز القرآنية فتقرُّ أنك بين يدي كتاب عظيم نزل به ملك عظيم على نبي عظيم من الرب العظيم سبحانه وتعالى، فيخفق قلبك فرحاً لانتمائك إلى هذا الدين العظيم.

والكتاب –أخيراً- في خمس وثمانين ومئتي صفحة من القطع 24 × 16 في كل صفحة اثنان وعشرون سطراً تقل أو تزيد، والحروف من الحجم (16) المريح للقراءة.