قراءة في فن النحت 16 (فن تشكيلي)

د. أسعد بن أحمد السعود

الفن الرابع بين الجماليات والعاجيات

وسمي بالرابع حديثاً بالرغم من أنه عاصر أول الفنون وأقدمها وهو فن العمارة

وكان ترتيبه بالتسلسل :1 – العمارة 2 – الموسيقا 3 – الرسم 4 – النحت

وقد ارتأينا أن نقرأه قراءة حديثة ومبسطة مع ماتوفر لدينا من بعض نماذج له

كأعمال نحتية شاملة أغلب عناصره الثقافية المدرسية مثل (الكلاسيكية والتجريدية

والواقعية والسريالية ...إلخ ) والتي أصبح التعرف على النحت من خلالها ، نظراً

لما تعرض له من إخضاع لها ، مثل ما تعرضت له سائر( الفنون السبعة ) المصنقة

على الأقل إلى الآن .

clip_image002_2d931.jpg   clip_image004_3667b.jpg

نحت خلائط كلاسيكي                                                    نحت خلائط كلاسيكي (انطباع)                             

clip_image006_f1950.jpg

نحت حديث خلائط

هجرة فن النحت :

لقد أصبح فن النحت فناً غريباً مجهول الهوية ، وهذا يعني أنه قد فقد غايته الإنسانية

وذلك لما تعرض له من تغييرات شديدة ومتناقضة ، أتت على الوسائل والخامات

التي تهيؤه وتقدمه عملاً نحتياً ، فأوصلته حديثاً لأن يوضع مجبراً في مفترق طرق !!

وهذا التصور وما يبطن من تخوف شديد ، فإن في حقيقة الأمر لانحد د لفن النحت

خاصة معياراً معيناً لايفهم إلاّ من خلاله ، بل نقول إن فن النحت هو وليد ابداعاته

في زمنه وعصره ، و بقدر ما يحمل من رؤيا ثقافية إنسانية متجددة مليئة بالحيوية

فإنه يحقق مفهوم ذاته .وكمثال على ذلك ، قدم الفنان بيكاسو عمل (رأس الثور)

وهوعبارة عن مقعد ومقود دراجة قديمة شكلت ايحاءاً مجسداً رأس ثور بقرنيه ،

وقدم كذلك عملاً آخراً ( العنزة )(1950) ظهرها من سعف النخل وضلوعها من

خيزران سلة ، لكن المهارة الحرفية غابت عنهما ، مما يجدر القول به أن الجانب

الفني الجمالي غاب عن العملين ، واستبدل عنهما بالإيحاء الفكري وبالكلام الفلسفي

والتعبير المنطقي .

clip_image008_a7852.jpg

نحت احادي المادة كلاسيكي

أحادية فن النحت والفضاء الزمني :

وكما ذكرنا فإن فن النحت ، ونقصد به عملية الأداء المصني لإخراج قطعة منحوتة

أو تمثالاً أو أي من المجسمات التعبيرية ، والتي كانت تنحت من الكتلة الحجرية

الصماء( أحادية المادة الخام ) مهما كان حجمها ، استبدلت ومع بدايات الثورة

الصناعية الأوربية ، بمواد صناعية وخلائط و بنفايات ، وكذلك تعرض النحت

نفسة لأراء المدارس الفنية الحديثة ، وأدخل عليه البعد الثالث وزمنه ،حيث أصبح

العمل يرى من جميع جوانبه ، وربما وفي النهاية لا نجد من جمالية فنية تقرب

منه البتة ، بقدر مانجد نظريات كلامية فلسفية ، لاتعطي معرفة للعين المتلقية

أبداً ، وإنما نقتل الزمن هدراً في وقت لانحسبه إلاّ وقد مر من هنا ، ولا ندري

كم أعطانا وما أخذ منا ، ومتى سيعود ...!!

وسوم: العدد 745