قراءة – 17 – فن تشكيلي

clip_image002_a49d0.jpg

clip_image004_a889f.jpg

الفن التجريدي ....الواقع  الصناعي :

ومع بدء أولى ( أسنان )القرن العشرين بالظهور ، وبدأت طاحونة الصناعة في

أوربا والعالم بقية تلتهم كل عناصر المدنية والحضارة ، وتحولها إلى مواد طيعة

لآلاتها الجارفة ، كان هناك عدد من الفنانين الرسامين يقفون على قارعة طريق

تلك الصناعة ، ترفع خصوصيتها الفنية باللون والفرشاة ، وتقول ( لا ) للآلة

نحن لدينا الفكر وهو من سيقوم مقامك ، ولدينا كل المواد والعناصر والإمكانيات

، لدينا الصناعة الخاصة بنا ، وسنجنب الفن التشكيلي منها ، سننآى به هذا

الواقع المخيف ، وندخل عالماً ثقافياً خاصاً ، لعله تكون له وقفة وخصوصية ،

في مسيرة الحضارة الإنسانية ككل .وبنفس الوقت لاتخرج هذه الخصوصية

بطابعها عن الفن التشكيلي ككل أيضاً ...!!!

وولدت أولى اللوحات المرسومة باللون والفرشاة لاتنتمي ولا تحاكي ذلك الواقع

ولا تشبهه بأي مما اعتادت عليه عين المتلقي ، لقد انخلع الشكل من عالمة

الموضوعي الواقعي و ( تجرد ) من خلقته الطبيعية ، إنه جنين مشوه بالمعنى

الخلقي الطبي الطبيعي ، ولكنه كائن يتنفس ، وهذه مقوماته الفنية ، الخط واللون

والفكرة والإخراج .......وإطلق عليه أسم ( الفن التجريدي )

الفن التجريدي ... الواقع الإفتراضي :

هل ولد الفن التجريدي من ولادة العلم الإلكتروني ..؟

 من منهما يشكل أباً للآخر؟

من منهما يكون إبناً للآخر ..؟

لايهم ذلك أبداً ..! وليس من الأهمية الفنية التشكيلية الإجابة أو وضعها في

موضع خاص ، ويكفي الإشارة على أنهما وليدي القرن العشرين بامتياز

 الإبداع في الفن التجريدي أصبح ملازماً ومؤاخياً عالم اللإكترون وبالتالي

عالم ( النت )( الواقع الإفتراضي ) بلا منازع ولا يكاد ينفصل أحدهما عن

الآخر أبداً ..!

ووجه التلاقي والتآخي من جميع المكونات والإتجاهات الفنية كثيرة جداً

وأهم ذلك التلاقي هو :

برامج التطويرالرقمي الإلكتروني ( الفوتو شوب ) :

ولقد وقع الفن التجريدي بفخ ما كان يتجنبه ويحاول النأي به عن نفسه

بل أصبح هو وما تنتجه برامج الفوتوشوب صديقين حميمين في الأيام

الأخيرة ، ولم يعد يفصل بين أثريهما سوى الفرشاة فقط لاغير ، وهذا

أمر لايبعث على التفاؤل أبدا ، بل إنه أمر مقلق جداً ، وذلك لتدخل عامل

الوقت من جهة ، ومن جهة أخرى وهو الأهم استلاب عنصر التفكير

ووضع الحلول اللونية ، بالسرعة والقدرة معاً، نظراً لما تتمتع هذه البرامج

من استطاعة رقمية الكترونية مذهلة ، في خلق التكوين اللوني والموضوعي

 لعناصر تشكيل اللوحة وأي لوحة مهما كانت ، خاصة وكما ذكرنا في المقدمة ،

 أن الفن التجريدي لايتقيد بأي من المفاهيم الواقعية هذه من ناحية ومن ناحية

أخرى أن التيار الجارف الذي لايستطيع الفن التجريدي مقاومته ،ألا وهو تيار

( الديكور) وهندسة التصميم الداخلي والخارجي على السواء . فقد استلب

منه عنصر الخصوصية الثقافية التي كان يستند إليها الفنان التشكيلي ويعتمد

عليها في بناء لوحته الفنية ، ويضع توقيعه الخاص وبصمته عليها ..!

وسوم: العدد 748