ولهان بالسّماع

د. عبد الله الطنطاوي

كان الولهان في صحن الدار عندما سمع من يقول:

يا أمَّ عمروٍ جزاكِ الله مغفرةً *** رُدِّي عليّ فؤادي مثلما كانَا

فاضطرب وأخذته رعشة كعصفورٍ بلّله الماء، وصار يتصوّر أمَّ عمرو تلك، فتخيّلها في أبهى صورة، وانطلقت الهواتف تغزو أذنيه، تحمل إليه صوتها الرّخيم، فيزداد تعلّقًا بها، يراها في كلّ همسة ناعمة، حتى كان يومٌ سمعَ فيه صاحب أمِّ عمرو ينعاها وحمارها بقوله:

ذهبَ الحمارُ بأمِّ عمروٍ *** فما رجعت وما رجعَ الحمارُ

فأجهش في البكاء حتى غُشيَ عليه، حزنًا على معشوقته أم عمرو وحمارها، اللّذينِ هلكا على ما يبدو في برميلٍ متفجّر من براميل التافهِ الأبله: بشار.

وسوم: العدد 789