دعوة لوجبة فاخرة

 من الأدب الساخر:

السيد منير رجل غني جدا، خرج من مكتبه، ركب سيارته الفيراري الفاخرة وانطلق بها الى بيته. كان سعيدا بما انجزه في حياته من امول واملاك تكفي لأحفاد أحفاده حتى عشرات الأجيال دون ان يرهقوا أنفسهم بالعمل.

انطلق بسيارته وهو يستمع لأغنية الفنانة الكبيرة هيفاء وهبي:

" ليك الواوا بوس الواوا خلى الواوا يصح

لما بوستو الواوا شيلتو صار الواوا بح "

كان فكره مشغولا بصفقة جديدة يحسب كم ستدر عليه من أرباح ترفع من مكانته الاقتصادية،

أشعل سيجار كوباني فاخر لا يقل ثمنه عن 100 دولار أمريكي، نفث دخانه بمتعة وانبساط، حين شاهد رجلا وزوجته وحولهم أربعة أولاد بملابس ممزقة ورثة وشبه حفاة يأكلون حشائش نبتت بجانب الطريق.

بما ان السيد منير ولد في بيت فقير سابقا، رق قلبه لما يرى، وقرر ان فعل الخير هو واجب انساني، ويكسبه رضاء الله وربما يبيض صفحته يوم الحساب، مع انه على قناعة ان مكانته المالية تضمن له مكانة أيضا في السماء، فهو لن يدفن تحت التراب بل بغرفة واسعة وانيقة من الداخل والخارج، بناها وجهزها لأبناء العائلة يوم يحين رحيلهم.

رق قلبه لمرأى الأولاد ووالديهما.

أوقف سيارته الفيراري، ترجل منها، اقترب للرجل وزوجته واولادهما وسأل:

- لماذا تأكلون الحشائش .. الا تضر بصحتكم؟

- كما ترى يا سيدي، نحن فقراء وجائعين، وليس لدينا في البيت حتى كسرة خبز للأولاد.

- هذا أمر مؤسف .. اذن سأدعوكم لوجبة فاخرة في منزلي، اصعدوا لسيارتي.

ما أن أكمل السيد منير جملته والا الأولاد يركضون لسيارة الفيراري، وورائهم والدهم وامهم.

انطلقت الفيراري نحو بيت السيد منير والأولاد يتوقعون وجبة كثيرا ما حلموا عليها، والوالدين يشعرون بالسعادة ان يتذوقوا بعض الطيبات من منزل هذا الغني، لعل ذلك ينقذ أولادهم من فقر الدم الذي يعانون منه.

دخلت الفيراري من بوابة ضخمة نحو مساحة ارض كبيرة جدا، في صدرها قصر كبير، وامام القصر حديقة كبيرة جدا تملأها النباتات والزهور الكثيرة من اشكال والوان متعددة، هذا عدا مساحة الأرض الواسعة بأشجارها المتنوعة، واحواض عديدة بمزروعات متنوعة.

نزلوا من السيارة وهم مصدومون من جمال القصر واتساع الأرض حوله، قال السيد منير:

- تفضلوا .. هل ترون هذه الحديقة؟ العامل الذي يرعاها ويقص النباتات حتى لا تغطي على جمال الزهور، مريض وغائب منذ أسبوع، تفضلوا، هناك الكثير مما يؤكل، كلوا حتى الشبع، ان نباتات حديقتي أفضل وأنظف من نباتات الشارع.

وسوم: العدد 862