لعلي ودِدْتُ أن أعود طفلاً

د.عثمان قدري مكانسي

منذ أسبوع أو أكثر دخلت طفلة تركية لا يتجاوز عمرها عشر سنوات سويداء قلبي، صورتها حلوة بحجابها اللطيف لا أدري كيف وصل هاتفها إليّ، ولعله كان لصديقي وأخي الدكتور (نور الدين دشان) إذ تباعد اللقاء بيننا أشهراً عِدّة ، فتخلى عنه ، ولعله صار لها ،أو هكذا ظننت فأنا أمّيٌّ بتقنيات هذا العصر فلما أرسلت للرقم شريط فيديو لأخي أبي صبحي – كما كنت أفعل كتبت بالتركية التي لا أفقهها على الرغم أنني في تركيا منذ أكثر من ست سنوات:

من أنت؟ ما اسمك.،

لماذا يسألني أبو صبحي هكذا؟

نظرت ،فإذا صورة الطفلة التركية الصغيرة بثوبها الجميل وحجابها الرائع ووجهها الملائكي يزين صفحتها .

كتبت لها آسف بالتركية ، بل كتبت تلك الجملة في ملف الترجمة إلى التركية ونقلتها إلى صفحتها

لم أرغب في الرد عليها ، وكيف أخاطبها بلغتي ولن تفهمها،

ترجمت في (جوجل) : إنني رجل كبير وأنت مثل ابنتي أو حفيدتي فاعذريني ، لا أعرف اللسان التركي أشكر لطافتك يا ابنتي.

تغافلت عن الرد ، بَيدَ أني امتنعت عن حظرها، فقد شدتني ببراءتها إلى الزمن البعيد، ورأيتُني طفلاً من جديد أو قلْ: أحب أن أعود إلى طفولتي فأتكلم بعفوية مع الأطفال، وقد قلت في يوم لنفسي : أنا طفل كبير ، ولعلّي صادق فيما أحسُّ فعالم الطفولة صافٍ ، حلو المذاق،سماويّ الذكريات.

أعادت السؤال ورجتني أن ارد عليها ..

ابتسمتُ وأرسلت لها فيديو صغيراً أتكلم فيه بمناسبة مّا، وقلت لها أنا أستاذ جامعي يا ابنتي

لم أردّ، ولا أزعم أنني أودّ بهذا إغلاق نافذة طفولتي ..ومن أين لي الاستمرار في طفولتي هذه وأنا لا أعرف التركية

لكنني لم أحظر رقمها ، ففي النفس شيء من الطفولة