حط بالخرج

أدباء الشام

في زمن عم به الفقر، بادر الشيخ سيف الدين التنوخي بوضع الخرج على فرسه وأخذ يتجول بأحياء المدينة منادياً للمقتدرين (حط بالخرج)، فيبادر المقتدرون بما تجود به أنفسهم دون عدٍّ أو معرفة أسماء أو صور، وعندما يصل إلى الأحياء الفقيرة  ينادي (شيل من الخرج) فيأخذ الفقراء حاجتهم من مال أو مواد غذائية دون ذل أو معرفة ما أخذوا وما تركوا ودون تمييز دين أو طائفة ودون أن يلتفت الشيخ لمن مد يده ليعطي أو مَنْ مَدَّها ليأخذ. 

إلى أن جاء وقت كان يمتلئ الخرج بالعطاءات والشيخ ينادي (حط بالخرج) ولم يعد يوجد فقير ليأخذ من الخرج وهو ينادي (شيل من الخرج).

ما أحوجنا اليوم إلى التشبه بفضائل هذا الشيخ الفاضل، ما أحوجنا اليوم لمثل الشيخ سيف الدين التنوخي يفتح خرج الخير ويدعو المقتدرين لوضع ما يجودون به وكفاية من يحتاج، فهذه أيام محنة.

وسوم: العدد 975