هل تباع السعادة بالمال ؟!

أدباء الشام

... قصة حقيقة حصلت في سوق الحرير بدمشق يرويها أحد العلماء عن أحد تجار وأبناء دمشق . 

قال كنت شاهداً على هـــذه القصة وقد حدثت  في مطلع الستينيات

يقول الشيخ :  كنت جالسا عند تاجر في سوق الحرير ، وبعد فترة وانا جالس معه أتى إليه والده وكان كبيرا بالسن فقال له : 

يا بني أريدك أن تعطيني  خمسمائة ليرة لأكمل بها أثاث البيت الجديد .. فقام التاجر إلى خزانة صغيرة كانت بجانبه وأخرج منها خمسمائة ليرة لم يكن يملك غيرها وقال لوالده

أبشر يا أبي وإن أحتجت أكثر فأخبرني مباشرة ..

جلس الوالد قليلا ثم خرج ولكنه عاد بعد وقت قصير ليقول لابنه :

يا بني لقد نسيت أن آخذ منك الخمسمائة ليرة!

يقول الشيخ وقد رأيته حين أخذها وذهلت من مــوقف ولده التاجر حين قال له نعم يا أبي إنك لم تأخذها وقد استعارها جاري ليردها لزبون كان عنده ، سأحضرها لك على الفور،

وخرج التاجر من دكانه إلى دكان جاره ثم عاد ومعه خمسمائة ليرة وضعها بيد أبيه وقال له تـذكر يا أبي إن احتجت غيرها فأخبرني على الفور.  

خرج الوالد ثم لم يلبث إلا أن عاد وبيده ألف ليرة سورية "خمسمائتين" 

فقال لابنه إني حين خرجت من عندك وأردت أن أدفــــع ثمن الأثاث فلم أجد الخمسمائة ليرة ظننت أني نسيتها ، فقلت لك عندما عدت ماقلت .. ولما رجعت وجدتها في جيبي فلماذا لم تذكرني أنك أعطيتني إياها ؟!

فقال له ولده : والله يا أبي حين عدت إلي تطلب الخمسمائة ليرة أدركت أنك أضعتها فلم أشأ أن أحملك هماً وأن أجـعلك تفكر بها ..

فأعطيتك الثانية على أنها الأولى لأني لا أريـــدك أن تحزن أبداً !

والله يا أبي * ما أرخص من أن أشتري لك السعادة بكل ما أملك * .

الله أكبر !

ما أعظم هذا البر وما أجمله !

هنيئا لمن باع الدنيا واشترى سعادة والديه ليرضى الله بذلك عنه !

(( رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ))

وسوم: العدد 982