جزاء سنمار

أحمد المصري

يتجول في الغابة ، يلقي نظرة ، ويرعى بقرة ، يلاحق أرنبا ، ويجري وراء قنبرة ، يوجهها الى فخ نصبه ، مرحا مختالا فخورا ، كعادته كل يوم افترش المرج ، وفك ربطة المنديل ، أخرج طعام الافطار ( الزوادة ) أكل وشبع ، حمد وأثنى .

أثناء تجواله أحس بحركة بين أغصان خميلة ، أمعن النظر ، وجد وليدا من الثعالب ، التقطه وحضنه ليدفيء عظامه ، وقال في السر وليس في العلن : سأربيه في بيتنا وسوف تتعهده أمي .

مضت الأيام والثعلب الصغير يلقى العناية طعام نظيف وشراب مريح ، ونظافة ، كل ذلك لاتعرفه الغابة ، كان الثعلب الصغير يجري وراء الجدة صاحبة المنزل يكون دائما حيث تكون . 

اشتد عوده وقوي زنده ، وأصبح يخرج الى أطراف الغابة يصطاد ، ويعود بثقة الى المنزل ميدان الصبا ، ومرتع الأحلام .

وفي ليله وهو نائم استيقظ على صياح الديك في الخم ، قال في نفسه اليس الدجاج طعامي فلما لا أفترس دجاج الخم .

قام لتوه بخطوات متئدة واثقة فهو من أصحاب البيت ، دخل الخم وأمسك بالديك فخنقه ، وهكذا فعل مع باقي الدجاجات الآمنات .

في الصباح استيقظ الجميع فشاهدوا الثعلب ، قرب الخم وبفمه قطعة لحم ، وكأنه يقول الأصل شداد ، لاتأمن لمن قل أصله ،ان لم يخنك ، فقد يغدر بك .

وسوم: العدد 704