نتنياهو يتطوع بسردية لخطاب نصر الله الكربلائي، وانكشاف مسرحية : التغطية على الجريمة ورد الاعتبار

زهير سالم*

بيننا وبين عملية الرد " البطولي المزلزل بالصواريخ الذكية " على العدوان الصهيوني فقط عشرون ساعة . أكتب هذا الإيجاز والتوضيح في حدود الساعة الواحدة بتوقيت دمشق وبيروت والقدس الشريف من اليوم الثالث من محرم الحرام شهر عاشوراء وكربلاء .

في مسرحية مخلخلة مفتعلة ، تظاهر فرقاء العصابة " المتفاهمون - المتشاكسون " أنهم على أبواب حرب حقيقية تهدد أمن المنطقة والعالم . ثم فجأة وكما تنقطع الكهرباء أحيانا عن بعض الحفلات والأعراس . انقطعت الكهرباء وسادت الظلمة ومع الظلمة ساد الصمت . ودعونا نبدأ من البداية ..

وبعد عشرات الاختراقات لفضاء لبنان وبحره ومياهه . وكثير من الاختراقات كانت تتم عميقة بحيث يبلغ مداها حمص أو دمشق .. وبعد كل اختراق كنا نسمع " سيد المياومة " " يهدد ويتوعد وينذر ؛ وكان آخر ما سمعناه أن لبنان لن يكون كغيره ساحة للاختراق الصهيوني " وأن حزب الله " لا يملك مصنعا لتصنيع الصواريخ الذكية ولكنه يمتلك الصواريخ الذكية " ..

وفهمنا من العبارة الأولى أن " سيد المياومة " يعرّض بحليفه الذي لم يشأ يوما أن يدفع عن نفسه ، وأن ثمة فعلة ما سيقدم عليها حسن نصر الله قد آن أوانها ..

وفهمنا من العبارة الثانية أنها رسالة ضارعة مهينة في إعلان البراءة من تصنيع سلاح على أرض لبنان . رسالة صدقها مغلف بالذلة والهوان ..,,

ثم لننظر ماذا جرى في فضاء البطولة "الدونكيشوتية " الممسرحة والمتفق عليها مسبقا..

الرد البطولي المزلزل لحزب الله على عمليات القصف الصهيوني :

ثلاثة صواريخ - غير ذكية - تستهدف عربة صهيونية !!! ومن يدري فقد يكون المستهدف هيكل لعربة تم تصنيعه مسبقا على الطريقة الهوليودية .

ثم يكون الرد على الرد

يطلق الكيان الصهيوني صفارات الإنذار ..

يضع المستشفيات وطواقم الإسعاف في حالة تأهب ..

يطلب من سكان المناطق الحدودية وليس من سكان حيفا الاستعداد لحالة الطوارئ ..

يعلن عن إصابة جنديين !! لا ندري مدى صدق الإعلان . لأن من شأن هذا العدو تعظيم خسائره وليس تقليلها ..

ثم ... وما بعد ثم هو المهم قام العدو الصهيوني بإمطار عدة قرى لبنانية حدودية في غضون أربعين دقيقة بمائة صاروخ وقذيفة .

يجب علينا أن نحفظ الأرقام جيدا لأننا سنكون بعد أيام على موعد مع حديث " سيد المياومة " الكربلائي في ذكرى عاشوراء ولذا سأكرر :

بعد عشرات الاختراقات الصهيونية لسماء لبنان وبحره وأرضه وعبره كل الأرض السورية ..

رد حسن نصر الله وحزب الله وكل أدعياء المقاومة على هذه " العدوانات الصهيونية بثلاثة صواريخ غير ذكية استهدفت على ما زعموا مركبة عسكرية ..

وكان الرد على الرد استهداف بضع بلدات لبنانية بمائة قذيفة وصاروخ صهيوني على مدار أربعين دقيقة . مائة صاروخ في أربعين دقيقة . لنحفظ هذا لنفهم منه خطاب التبجحات الذي سنسمعه جميعا بعد أيام . ولنحفظ مع هذا أننا لا نفاخر بما يصنعه بعض عدونا ، ولا نعتد به ، وإنما نؤكد عليه لنؤكد على حقيقة الشراكة العقائدية - التاريخية - البنيوية - بين أعدائنا المتعددين ظاهرا والمتحدين الملتحمين حقيقية ، ولا يضر وحدتهم بعض التشاكس !! وإلا فمن حق أن نسأل : ماذا يجمع العونيين والحزبللاويين في ملاءة واحد ؟

وبعد أربعين دقيقة ..

خرج سعد الحريري يستنجد بالأمريكان والفرنسيين فأنجدوه فورا كما لم ينجدوا ولو مرة واحدا نداء أم سورية أو طفل سوري ؟!

وخرج حزب المياومة يصأصئ " لا نية لحزب الله في التصعيد " هذا تصريح رسمي ، وبعد كل هذا ، وبعد أن وصلت نتنياهو كل توسلات الاستسلام المهين .. أعلن ومن طرف واحد فقط : أن الأمن والأمان قد عاد إلى مناطق " الحدود " وأن على السكان أن يمرحوا فيها آمنين .. وأن الحرب قد توقفت..

وأن يعلن نتنياهو انتهاء الاستنفار من طرف واحد يخبئ وراءه الكثير . ومنه أن التعهدات التي وصلته تكفيه وربما تزيد ..

وأثبت للأدعياء أنه على مستوى المنطقة سيدهم ...

ونقول لنتنياهو إلا علينا نحن أبناء سورية ولبنان الحقيقيين . نحن الذين تعاونتم مع حزب الله وقاسم سليماني وبشار الأسد على تقتيلنا وتشريدنا فسنظل نقول لكم أننا في عيونكم باقون ما بقي الطور وبقي التين والزيتون ..

رسالتان من المسرحية سيئة النص سيئة الإعداد والإخراج ..

أن كل مسرحيات المهرجين كما كل مياه المحيطات لن تغسل الدماء عن وجوه القتلة المجرمين ..

وأن كل سرديات "نصر الله "الكربلائية المنتظرة في يوم عاشوراء قد علمنا نبأها قبل حين .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 840