حول لقاء بوتين وأردوغان، لا أعرف كيف أقول هذا ولكن لا بد أن يقال..

زهير سالم*

واستمعت بالأمس إلى المؤتمر الصحفي بين الرئيسين بوتين وترامب . وتتبعت إيجازاته من أكثر من مصدر . وخلاصة الخلاصة أن الرجلين كانا يتحدثان على منبر واحد عن رؤيتين متقابلتين .

واحد يظل يتحدث عن الإرهاب والإرهابيين وضرورة التخلص منهم ، ويلزم شريكه بذلك .

والآخر يظل يتحدث عن وقف القتل والتهجير وحماية المدنيين والمنطقة الآمنة . ولا جسر يربط بين المحطتين .

قيل : إن الأمور دفعت فاندفعت إلى القمة الثلاثية في 15 / 9 .. ولكن هل يحل في الثلاثي ما لم يمكن حله في الثنائي .

وإذا كنا لا نشك ولا نشكك في صدق الرئيس أردوغان وحرصه على مساعدة السوريين في إطار مصالح الدولة التركية ..

فإننا لا نشك ولا نتشكك في كذب بوتين ومناورته ومحاولته الالتفاف على إرادة الرئيس أردوغان ، لينفرد بالسوريين ، ويفرض عليهم بالتقتيل والتهجير الحلول التي تخدم مشروعه الاستعماري التخريبي ...

استمراء السوريين الشكوى والاتهام ليس محمودا ، وهو غير مجدٍ ولا كريم ولا يليق . بل ربما كانت له ارتداداته العكسية ، حيث يصوره البعض أو يتصورونه ضربا من إلزام ما لا يلزم .

أيها السوريون ..

 اقبلوا من كل أصدقائكم ما يقدمونه لكم مما يخدم مصالحكم واشكروا عليه قلّ أو كثر . واعتذروا عما لا يفيدكم و ..

ثم اسعوا على أنفسكم . وليكن لكم مشروعكم الوطني المستقل ، ولو على مستوى الخطوط العريضة التي تجمع العقلاء منكم .

وأجمل الجميل أن تعرفوا ماذا تريدون وأن تتفقوا عليه وأن تواجهوا به القانون الدولي والحقوق الإنسانية ودوائر الصديق والشقيق ..

ثم مرتكزات الفعل التي أهدر البعض إمكاناتها مع لبن الصيف المضيع والمهدور ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 840