ماذا تريد الإمارات من العرب والمسلمين؟!

صدام الحريبي

في 21 يوليو من العام 2014م أعلنت وسائل إعلامية عربية عن إلقاء الأمن الفلسطيني في غزة القبض على طبيب إماراتي كان قد دخل إلى القطاع رفقة طاقم طبي لإقامة مستشفى ميداني في غزة.

أحد المواطنين أبلغ الأمن أن أحد أفراد الفريق الطبي التابع للهلال الأحمر الإماراتي غادر مكان المستشفى وذهب باتجاه بعض الشوارع وكان يقوم بعملية تحري وإيقاف بعض الأطفال والشيوخ وسؤالهم عن مناطق إطلاق صواريخ القسام من أجل ابتعاده هو والطاقم عنها حفاظا على سلامتهم.

ألقى الأمن القبض على الطبيب وحقق مع كامل الفريق، لتؤكد التحقيقات بعد ذلك أن كل أفراد الطاقم هم عناصر استخباراتية إماراتية أتت لغرض التجسس لصالح الكيان الصهيوني بقميص المساعدات الطبية.

دليل ذلك هو أن الفريق غادر غزة في اليوم التالي وترك كل معداته ووصل مصر في ضيافة عبدالفتاح السيسي، وقد شكلت تلك الفضيحة موقفا مخزيا للإمارات كونها كشفت خيانتها وعملاتها للصهاينة.

وفي 19 يناير 2010م وُجد القيادي في حركة حماس د.محمود المبحوح مقتولا بعد أن تم اغتياله في إحدى غرف فندق البستان روتانا في دبي الأماراتية، وبالرغم من الإمكانيات الفائقة لشرطة دبي، إلا أنها ظلت تصدر التخمينات والافتراضيات حتى استطاعت تهريب القتلة، ليعلن الموساد الاسرائيلي بعد ذلك أن عناصره هم من قاموا باغتيال الشهيد المبحوح حسب كتاب (الموساد أكبر مهام جهاز المخابرات الاسرائيلية) للكاتب الاسرائيلي من أصل بلغاري ميخائيل بارزوهار، وبالرغم من ذلك استمرت الإمارات تعمل على تغطية الفضيحة والدفاع عن الموساد رغم اعترافه، وهذا دليل تواطؤ نظام الإمارات مع الكيان بل ومشاركته الجريمة والتغطية عليها، ولا أستبعد أن حادثة اغتيال المبحوح رحمة الله عليه كانت من فكرة وتنفيد وإصرار نظام الإمارات الذي أؤمن كمتابع أنه نظاما ماسونيا صرفا.

أما في نوفمبر تشرين الثاني من العام 2015م فقد تم اعتقال مواطن إماراتي في مطار "معيتيقة" الدولي في طرابلس بليبيا، حيث قال النائب العام الليبي آنذاك أن المواطن الإماراتي ادعى أنه رجل أعمال فُصل من شرطة دبي، لكن المحققين الليبيين عثروا في هاتفه على صور مواقع مهمة في طرابلس بينها شريط فيديو للسفارة التركية لمدة 30 دقيقة، بحسب النائب العام، لتكشف التحقيقات أن ذلكم المواطن هو جاسوس استخباراتي إماراتي له علاقة بتنظيم ما يسمى داعش في ليبيا ويقوم بالتواصل معهم بالتنسيق مع النظام الإماراتي، ليتم تصفيته في ظروف غامضة في مكان اعتقاله في 25 يناير 2017م.

أما تركيا فقد أعلنت في التاسع والعشرين من أبريل 2019م عن انتحار الجاسوس الإماراتي من أصل فلسطيني زكي يوسف شنقا في زنزانته، وذلك بعد أيام من اعتقاله رفقة الجاسوس الإماراتي الآخر سامر سميح الذي اعترف للأمن التركي بمشاركة الإمارات في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا في يوليو 2016م، وقد كان هو أحد العناصر المطلعين على ذلك.

وفي اليمن اشترت الإمارات آلاف المرتزقة الخارجيين والمحليين من أجل السيطرة على الأرض في المحافظات الجنوبية اليمنية وعينها على ميناء عدن أولا كونه ثاني أكبر ميناء في العالم وذلك من أجل تعطيله تماما حتى لا ينافس ميناء جبل علي في دبي الذي تكسب منه الإمارات مليارات الدولارات، إلى جانب الجزر والموانئ الأخرى، فقد نفذت الإمارات آلاف عمليات الاغتيالات والقتل والاختطاف والإخفاء القسري في عدة محافظات يمنية أهمها عدن وتعز لشخصيات وقفت ضد مشاريعها..

ففي أكتوبر 2018م كشف الاسرائيلي من أصل مجري  إبراهام غولان عبر موقع بوزفييد الأمريكي أن الإمارات تعاقدت مع شركته الأمنية  Spear Operations Group

مجموعة سبير أوبريشنز، من أجل تنفيذ عمليات اغتيال بحق ساسة ورجال دين في محافظة عدن جنوبي اليمن، وقد أوضح غولان أنه قاد الفريق بنفسه، وكان أحد الأهداف الذي سيتم اغتياله هو إنصاف مايو رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن، ونشر الموقع صورا فوتغرافية وجوية لغولان وفريقه وهم في معسكرات الإمارات في عدن، كما تم نشر صور سُجلت عبر الأقمار أثناء محاولة اغتيال إبراهام وفريقه للسياسي مايو.

كل ما كتبته أعلاه هو نطفة في بحر تآمر وخيانة وعمالة الإمارات ضد العرب والمسلمين وما خفي كان أعظم!

فماذا تريد الإمارات من العرب والمسلمين؟

وسوم: العدد 841