الإمارات تتعمد «إهانة» المقامات الدينية الفلسطينية

تسود حالة من الغضب الشديد في أوساط القيادة الفلسطينية تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعمدها خلال الفترة الأخيرة «إهانة» المسؤولين الفلسطينيين المشاركين في مؤتمرات دولية وإسلامية تعقد على أراضيها، وآخرها ما حصل مع مفتي القدس الشيخ محمد حسين، وقاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، رغم استقبالها المسؤولين الإسرائيليين بحفاوة بالغة.

وعلمت «القدس العربي» من مسؤول فلسطيني رفيع، أن دولة الإمارات تتعمد «سوء المعاملة» مع المسؤولين الفلسطينيين حاليا، بعد أن كانت خلال الفترة الماضية تمعن في إهانة المواطنين الفلسطينيين الزائرين، بمن في ذلك المقيمون هناك منذ سنوات، الملتحقون في وظائف متعددة.

وكان آخر تلك المعاملات السيئة من جانب الإمارات، تعمد السلطات الإماراتية إصدار تأشيرة دخول لمفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، من دون الإشارة إلى مهنته الرسمية، واستبدالها بكلمة «بدون»، في خطوة اعتبرتها القيادة الفلسطينية، التي تتابع بأعلى المستويات الأمر، أنها تحمل إهانة شديدة للفلسطينيين، ولقامة دينية كبيرة، وأنها خطوة تتساوق مع مخططات سلطات الاحتلال ضد مدينة القدس وقاماتها الدينية، الذين يدافعون عن المسجد الأقصى.

كما اشتمل القرار على عدم إصدار تأشيرة للدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، الذي كان سيغادر هو والمفتي للمشاركة في مؤتمر إسلامي يعقد في الإمارات.

ولاقى القرار استهجانا كبيرا داخل القيادة الفلسطينية، خاصة وأن الأمر بدا متعمدا بشكل كبير، ويريد الانتقاص من السيادة الفلسطينية، خاصة وأن الهباش يعد أيضا من الفريق المقرب من الرئيس محمود عباس.

وحسب المعلومات، فإن دولة الإمارات لم تكن الجهة المنظمة للمؤتمر الإسلامي، بل «مجمع الفقه الإسلامي» التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وهو مؤتمر عقد قبل ذلك في عدة دول إسلامية، وكان المسؤولون الفلسطينيون يخططون خلاله لعرض ما تتعرض له مدينة القدس من عمليات «تهويد» إسرائيلية، والهجمة الاستيطانية ضد المدينة والمقدسات الإسلامية.

  كشف أيضا أن العديد من المسؤولين الفلسطينيين الكبار وبينهم وزراء اشتكوا أخيرا من «المعاملة السيئة»، التي تتسم بتعمد «الإهانة» خلال زيارتهم الأخيرة للإمارات للمشاركة في مؤتمرات دولية وعربية تعقد هناك.

كما منعت أخيرا دخول العديد من المسؤولين لأراضيها عند وصولهم المطارات الإماراتية.

وزاد غضب القيادة الفلسطينية، خاصة بعد الصور التي أظهرت حفاوة الاستقبال بالمسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا دولة الإمارات أخيرا، بينهم وزيرا الخارجية والرياضة.

يشار إلى أن مسؤولي الإمارات قالوا وقتها إن زيارات المسؤولين الإسرائيليين جاءت في إطار مشاركتهم في مؤتمرات دولية تستضيفها بلادهم، حيث لاقى هؤلاء المعاملات المريحة والتي تفوق حدود العمل الدبلوماسي بكثير، فيما يلقى الفلسطينيون معاملة عكس ذلك تماما.

وتؤكد مصادر مطلعة في القيادة الفلسطينية أن الخطوات الإماراتية هذه تأتي في سياق حملة مبرمجة تقودها السلطات هناك للضغط على القيادة.

وتدلل تلك المصادر على ذلك بالتصريحات المتكررة التي يطلقها محمد دحلان المفصول من حركة فتح، والمقيم في الإمارات، ويتلقى منها دعما كبيرا لنشاطاته، بعيدا عن القنوات الرسمية التي تتبعها جميع الدول العربية، التي تتعامل مع السلطة الفلسطينية، التي بدورها شككت مرارا بالدعم المقدم لدحلان.

وسوم: العدد 849