هل ما رده ثوار سورية على الشيخ البوطي ولفيفه سيقبلونه

زهير سالم*

هل ما رده ثوار سورية على الشيخ البوطي ولفيفه سيقبلونه

من منصة الرواديد .. أسقطوا منصة اللؤم والغدر والخيانة

لم يعد من المجدي في تصوري أن يتبارى السوريون الرافضون لبشار الأسد في العمل على توهين شخصيته ، ووصفه بما يستحق من أوصاف سياسة أو أخلاقية أو اجتماعية ؛ ذلك أن الجالسين على منصة الدستور ممن يزعمون أنهم يمثلون ثورة بمليون شهيد ومليون معتقل وعشرة ملايين مهجّر يستحقون أن يقال في كل واحد منهم مثل ما يقال في بشار الأسد وأكثر وأكثر وأكثر .. وشر الأعداء عدو يتلبس لباس صديق .

ثم إن العمل على إسقاط هؤلاء " الرواديد " الذين يقولون ما يقال لهم ، أصبح واجب الوقت بالنسبة لكل السوريين الأحرار المؤمنين بالغد الأفضل والأجمل . فكل الأحرار قد توافقوا منذ سنين على أن بشار الأسد هو العدو ، ولكن خطر هؤلاء " الرواديد " اليوم أنه ما يزال بعض الناس يخال فيهم ويظن ..وقد سبق لبوتين أن عمدّهم بمعموديته ، وختم جنوبهم وجباههم بختمه .

بشار الأسد قتل واعتقل وهجر ودمر ويتطوع هؤلاء اليوم لإعفائه من مسئوليته عن القتل وعن الاعتقال وعن التعذيب وعن التهجير وعن التدمير وعن بيع البلد للروس والإيرانيين ...وكل ذلك على أمل أن يحصلوا فيما يعدون على مادة عرجاء في دستور مقعد ، قد علم كل السوريين قيمته من قبل ومن بعد ..

كثير ما يتحدث الناس عن ضرورة ترتيب الأولويات المتغير دائما حسب معطيات اللحظة الاستراتيجية في تاريخ الثورات . وإن من الواجب أن نعلن اليوم أن أولوية الثورة السورية في إطار المؤامرة المستدامة منذ " مزج الائتلاف الوطني " ثم اختراع المنصات منصة بعد منصة ؛ هي إبعاد كل من لا ينتمي للثورة عن مقعد ربانها ، و إسقاط مشروع هذه المنصات ، وإسقاط المؤامرة الروسية - الأمريكية للالتفاف على الثورة السورية والشعب السوري بكل أبعادها .

لم يعد الصمت على المؤامرة من الحكمة ولا من المدارة وإنما أصبح الصمت عن الجريمة نوعا من التواطؤ ونوعا من الاشتراك . وإذا كان كل واحد منا سيلقى ربه يوم القيامة فردا ، فيجب على كل معني بخلاص أن يعلن منذ الساعة : يا رب هذا كتاب براءتي الفردي والجماعي من الجريمة ومن الوالغين فيها ومن الصامتين عليها .

يهمس لي بعض المجادلين : أهون الشرين ، وأخف الضررين ، وشيء خير من لا شيء ..

أقول :

الثورات لا تؤمن بأهون الشرين . الشيخ البوطي ولفيفه كانوا وما زالوا يقولون بأهون الشرين وأخف الضررين . وقد رفضت حرائر سورية وأحرارها وشهيداتها وشهداؤها ومعتقلوها ومهجروها فقه الشيخ البوطي ولفيفه ومنطقهم وموقفهم وقرروا أنه قد حان الوقت ليخلعوا من أعناقهم ربقة العبودية والذلة والصغار ..

وأنه قد حان الوقت ليقفوا في وجه الاستبداد والفساد برؤوس مرفوعة لا تنحني لغير الله ..

والسؤال الذي أطرحه على كل المتعقلنين من الصامتين اليوم هل ما رددناه على الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وعلى فلان وفلان وفلان ممن نعرف ولا ننكر .. سنقبله اليوم من تفوح من فمه رائحة منكره على بعد أميال ..؟!

ما لكم كيف تحكمون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 851