القدس جوهر القضية وليس الإنتخابات

عماد زقوت

يحاول البعض أن يدخلنا في معركة وهمية، وكأنها صراع على الوجود الفلسطيني، رافعًا راية القدس التي غابت عن كثير من القرارات الفلسطينية الرسمية، وتُركت في كثير من الأحيان تعيش محنتها وتصارع محتلها لوحدها… فلم تجد “القدس” من المؤسسة الفلسطينية الرسمية دعما ولا تأييدا إلا بعض الشعارات الجوفاء التي تتغنى بها من حين لآخر، وهذه الأغاني لا تستحق أن تكون وطنية أو ثورية.

كانت “القدس” تنتظر حراكًا سياسيا وإعلاميا يوم أعلنها ترامب عاصمة لدولة “اسرائيل”. فأين كانت السلطة الفلسطينية حينها؟!! فرئيس السلطة لم يعلّق على هذا القرار المُذل لا بإنهاء الاتفاقيات بشكل فعلي، ولا بانتفاضة جديدة، ولا حتى بثورة كلامية. ونصرها أهلُ غزّة حين خذلها الجميع، فقدموا عشرات الشهداء والجرحى في مسيرات العودة وكسر الحصار…

وحتى عندما بدأ الحديث عن إعادة تصحيح المسار والإعلان عن انتخابات فلسطينية، توجّه أبو مازن إلى الاحتلال الإسرائيلي كي يأذن لأهل القدس بالترشّح والانتخاب. فهل وصل بنا الحال إلى هذا الحدّ؟! أي هوان تعيشه السلطة الفلسطينية وهي تطلب الإذن من جهاز الشاباك الصهيوني في شأن فلسطيني خالص؟!!

إذا لماذا تأسست هذه المؤسسة؟! هل لتكون خاضعة للمحتل بهذا الشكل المخزي والمشين؟! يا لهواننا!!

أين هو شعب الجبارين الذي كان يناديه أبو عمار؟! 

هل تصلح هذه السلطة التي تهون عليها كرامتها أن تحكم شعبا جبارا؟!

بالتأكيد لا.

الأصل في المعادلة التي بيننا وبين المحتل؛ الاشتباك بكل أشكاله؛ المسلح والسياسي والشعبي والإعلامي… ولا ينبغي أن يكون في قاموسنا الفلسطيني الثوري أخذ الإذن من العدو إطلاقًا.

فإذا قرّرنا كفلسطينيين أن تكون لنا انتخابات فلتكن مهما كانت العقبات، فلا تراجع ولا انهزام.

كم كنت أتمنى أن تشمل الانتخابات التشريعية والرئاسية كل أماكن تواجد الفلسطيني سواء في الداخل بكل مواقعه وأماكنه؛ (القدس والضفة وغزة ويافا وحيفا والرملة والناصرة وكل مدن الداخل)، وأن تشمل المشتتين في الدول العربية والإسلامية وأوروبا وأمريكا بكل قاراتها.

حتى تكون انتخابات شاملة وفاعلة ومحققة لأهدافها من تحرير الأرض وبناء دولة فلسطين الحديثة.

وفي النهاية نؤكد بأن مدينة “القدس” هي جوهر قضيتنا الفلسطينية، ولا يجب أن ترتهن لمصالح فئوية ضيقة كما تستخدم الآن في مسألة الانتخابات.

ومن هانت القدس في دينه      ***      يكون كمن هان حتى كفر

وسوم: العدد 857