فيما يجري على سورية والسوريين .. الطفل والمرأة والشيخ ... وعلى ضريح الخليفة الراشد عمر

زهير سالم*

وأصبحنا ، فيما آل إليه أمرنا تصريح يرفعنا وتصريح يخفضنا . ويتبادح أصحاب القرار " الوطني " فيما بينهم فرحين : أن بومبيو يصرح : 700 ألف سوري ينزحون.!! وأم بومبيو هانئة ، وحفيده يلعب حيث يجب أن يكون طفل ..!!

وحكاية المأساة بأسلوب أهل البلاغة ؛ لا يقربنا من حلها . والتشكي والتوجع من هول المصاب غير مجد في ملتنا ولا في اعتقادنا ولا هو من شيمنا ، والتعلل بتصريحات من عرفناهم وخبرناهم هو نوع من استمراء الكذب على الذات فعل كل المنتشين.

ولا بد لكل هذا الذي يتفق كل العقلاء الصادقين على توصيفه من مخرج . وأول أمر العقلاء أن ينكبوا عن أحاديث غيرهم آذانهم . وكانت حلب في البداية ، وهاهي معرة النعمان بعد جرجناز ، وأسمع أبا العلاء ينشد ..

غير مجد في ملتي واعتقادي .. نوح باك ولا ترنم شادي

الحقيقة المرة التي يأباها من سبقنا إلى أمرنا أنه على مدرجة الضلال لا يكون هدى . وأجمل شيء قرره العقل المسلم في تاريخ العقل الإسلامي : هو أن إحكام العمل يعتمد على شروط وأركان ، وأن الشرط سابق على الركن ، وأن أي فعل اختل شرط من شروطه كان عبثا أداء كل أركانه ..

هل مر بنا في علم التفكير أصرح وأوضح وأحزم ...؟!

وحين يتحدث بومبيو عن سبع مائة ألف مهجر سوري في موجة واحدة من موجات الهجرة ؛ فهو يتحدث عن سبع مائة ألف مهجة باتت تطحنها طائرات بوتين والأسد والولي الفقيه والعدد مفتوح على كل ما لا يخطر على قلب بشر ....وخمسة ملايين إنسان يتوزعون البراري اليوم ؛ صابرهم مقتول ومهجرهم مقتول .

وأصعب كلمة صفعني بها أحدهم قوله : دعوتمونا إلى الثورة فاستجبنا ثم قلتم : لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده !!

ويلمها خطة ويلم قابلها .. لمثلها خلق المهرية القود

ليس حديث تدلية بغرور بل حديث العقل انتهجه كل عقلاء العالم حيث ثار ضعيف مستضعف على طاغية مستكبر .

ثم بالأمس فجعتنا أقدام الهمج من فيلق " القس السليماني " بدوس ضريح خامس الراشدين . مجدد القرن الثاني . من أعاد لعدل الإسلام نضارته . وسحب جيشه من سمرقند لخلل في شرط . ومنذ سطرين كنت أحدثكم عن قيمة الشروط ..

فيلق القس السليماني يمعن إهانة وإحراقا لضريح من يجب أن يفخر كل العالم به يوم قال " إن الله بعث محمدا هاديا ولم يبعثه جابيا " كلمة ما تزال تقرع رؤوس كل جباة العالم الذين باتت وجوههم أقبح من عورة .

العدوان السليماني على ضريح الخليفة الراشد العادل هو عدوان على الإسلام الدين والعقيدة والشريعة والحضارة وعلى الحق والعدل وعلى الإنسان ينادي عليه أبو العلاء شيخ المحلة التي يجوس فيها المجوس ..

خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد

ولظفر طفل واحد من أطفال سورية .. ولتمعر وجه حرة واحدة من حرائر سورية لهو أشد معرة على كل من يفتري و يدّعي ، وما أكثر في عالمنا من يدعي ..

أيها السوريون ..السوريون ..السوريون ..

لم يبق لكم والله غير جميل التوكل على الله ، ثم حزم أمركم وإحكام شروطكم ..وأن تعلموا

أن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة ..

وأن الصلاة لا تصح بلا دخول وقت ، ولا طهور ، ولا استقبال قبلة ..

عشر معشار ما أهدره أهل التيه في التيه كان يكفي ..

وكفى بعشر معشار ما نحن فيه زاجرا عن لجاجة وغي ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 862