فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

هنري كيسنجر السيَّاسيَّ والدبلوماسيِّ الأمريكيِّ المشهور، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكيَّة , ومستشار الأمن القومي لعدة عهود. كتب على صفحته في توتير قائلاً: "إنَّ كارونا سيُحطم الاقتصاد الأمريكي بل والعالمي ..إن لم تتدارك أمريكا الأمر وتسارع في إيجاد لقاحٍ ناجعٍ لهذا الوباء الخطير". والبروفيسور الدكتور مجدي حبيب يعقوب / مصري- بريطاني قبطي أرثوذكسي ،وهو أمهر وأشهر جراح قلب في العالم كتب يقول: سقطت 10 أساطير أمام كورونا أذكر هنا أبرزها وأخطرها وهي:

سقطت اسطورة "العلم " اللي كان فاكر نفسه يقدر علي كل شيء، بقي واقف عاجز قدام حتة فيروس, والعلماء اللي ياما شككوا في الله وكلامه وكسروا وصاياه وكفروا بيه و اتحدوا نظامه والأخلاق، بقوا بيدعوه ليعلمهم ويلهمهم المخرج من هذا الجحيم , سقطت اسطورة "التأمين" ايه اللي بيأمن مستقبلك ومستقبل ولادك وبلادك..؟ مفيش غير ستر الله وحمايته ، سقطت اسطورة "الدول العظمي" لا باسبورات امريكا ولا كندا ولا اوروبا نافعة والطب والحماية عندهم بقت اقل من عندنا ، والشغل والمستقبل المشرق راح من عندهم.

أن تقول مثل هذه الهامة العلمية المتألقة عالمياً البروفيسور مجدي يعقوب هذا الكلام العميق الخطير..! وما كتبه هنري كسنجر يحذر بهلع متخوفاً على الاقتصاد العالميِّ ..وهو مهندس السياسات الأمريكيَّة وعرَّابُ النِظَامِ الرِّبَويِّ العالميِّ ..أجل إنَّ مثل هذه التصريحات لَتُؤكدُ أنَّ البشريَّة اليوم أمام وباء كونيِّ.. يصارعُ بعنادٍ فَسَادٍ كونيِّ.. فالمسألة إذاً حربٌ شرسة بين فَسَادٍ كَوْنيِّ ووَبَاءٍ كَوْنيِّ ..النَّاس مجمعة على أنَّ الوباء الكوني هو كورونا ,أما الفساد الكوني فهو بفهمي النظام الرِّبَويِّ. أنا لست مختصاً بالاقتصاد ولكن من خلال تتبع أقوال الاقتصاديين وبحوثهم.. ومن خلال تأملاتي لنصوص القرآن الكريم والسُنَّةُ النبويَّة المُطَهرَّةِ.. وما جاء في الدراسات المستفيضة لعلماء المسلمين وغيرهم وخبرائهم عن الرِّبا ومخاطره .. أستطيع القول: أنَّ الرِّبا والنظام الرَّبَويِّ هو مستنقع نمو آفات وفيروسات تَحطّيم النُظمِ الاجتماعيَّةِ والسيَّاسيَّةِ والتنمويَّةِ والازدهار.. ولهذه الخطورة الشموليَّةِ للرِّبا ..فقد أعلن ربُّ النَّاس حربه على الذين يتعاطونه فقال جلَّ جلاله :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ , فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ". أجل ..فالعالم اليوم في حَرْبٍ مع الله بسبب النظام الرَّبَويِّ المدمر.. وقد قرأت لفخامة بابا الفاتيكان البطريرك فرانسيس وسمعت منه مباشرة :وهو يُحذِّرُ من النظام الرِّبَويِّ الذي تتنامى معه معدلات الفقر والبطالة ..وينصحُ بالتعامل مع النظام المصرفيِّ الإسلاميِّ. ورَبُّ النَّاس يقول للنَّاس ويحذرهم:" :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا " أجل: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.

وسوم: العدد 872