“وثائقي” يكشف أدوارًا لدول عربية وأجنبية في “إحراق” ليبيا

( عن : القدس العربي )

إسطنبول: كشفت الحكومة الليبية، مساء الجمعة، الدور الخفي الذي تلعبه قوى إقليمية ودولية داعمة لمليشيا اللواء الانقلابي خليفة حفتر للعبث بمقدرات البلاد.

وبث المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابع للحكومة فيلمًا وثائقيًا بعنوان “طرابلس.. العاصمة العصية” كشف خلاله عن الأدوار الخفية التي تلعبها أجهزة استخباراتية لدعم حفتر في عدوانه على ليبيا.

وذكر الوثائقي بمستندات ومشاهد متلفزة، الأدوار “الشيطانية” التي لعبتها الإمارات والسعودية ومصر والأردن وفرنسا وروسيا وإسرائيل، لدعم مليشيات حفتر عسكريا ولوجيستيًا، فيما لم يتسن الحصول على رد فعل فوري من هذه الدول على تلك الاتهامات الموثقة.

وقدم الوثائقي سردًا تاريخيًا لدعم عسكري تلقاه حفتر من عواصم عربية وغربية طوال فترة عدوانه على البلاد، والتي بلغت ذروتها في الهجوم على العاصمة طرابلس في 4 إبريل/ نيسان 2019.

وأكد الوثائقي أن الحكومة الليبية تحركت باتجاه تركيا، لطلب الدعم بشكل قانوني وعلني بعد أن باتت البلاد مرتعًا لغزو متعدد الجنسيات على مدى 10 أشهر، أمطرت فيها السماء على رؤوس الليبيين 1000 غارة جوية بينها 60 غارة أجنبية.

** الإمارات

قاعدة الخادم الجوية العسكرية، جنوبي مدينة المرج (شرقي بنغازي)

– احتلت الإمارات القاعدة العسكرية وباتت تدير من خلالها عملياتها العسكرية لدعم مليشيا حفتر في ليبيا منذ 2014.

– أرسلت الإمارات 37 رحلة جوية لطائرات شحن جوي في 12 يومًا بعد إعلان وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الثاني 2020.

– تضم القاعدة طائرات من طرازات AT 802، وWing Loong من دون طيار.

– القاعدة الجوية قادرة على استيعاب طائرات من طراز General Daynamics F16، ومقاتلات من طرازي Dassault Mirage 2000، Dassault Rafale.

– في أغسطس/ آب 2019 قصف الطيران الحكومي غرفة عمليات الإمارات في قاعدة الجفرة (وسط)، ليقتل آنذاك 6 من ضباطها، لتجبر الإمارات بعدها على إخلائها مكتفية بغرفة عمليات في الرجمة (شرق بنغازي) بعيدًا عن الطيران.

– أمدت أبو ظبي حفتر، وفق رصد تقارير خبراء مجلس الأمن الدولي، بمركبات ضد الألغام طراز Caiman، وناقلات أفراد من طراز Panther F9، ومغلوف ليزري عيار 155 مليميترا طراز GP6، ومنظومة صواريخ طراز S Pantsir1، ومنظومة صواريخ أرض جو طراز Hawk 23 Mim.

– جند حكام الإمارات حفتر منذ ظهوره على مسرح الفوضى، فقد زار الأخير أبوظبي عشرات المرات منذ عام 2015 سرًا وعلنًا، لجلب الدعم وتلقي التعليمات وتقديم التقارير وبحث فرص فوزه في انتخابات محتملة.

– سعت الإمارات لتمكين حفتر من بيع النفط بعيدًا عن المؤسسة الوطنية للنفط في بلاده.

– أسست الإمارات وقدمت تمويلا لقنوات ومواقع لدعم المشروع الانقلابي المضاد للثورة الليبية.

– في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ألقي القبض على جاسوس إماراتي في “مطار معيتيقة الدولي” قادمًا في رحلة داخلية من طبرق، يدعى يوسف صقر أحمد مبارك.

– يظل أخطر اختراق للإمارات في ليبيا، حين اشترت المبعوثة الأممية في ليبيا مهندس اتفاق الصخيرات ووظفته لها نظير 35 ألف دولار شهريا ومزايا استثنائية.

– ادعت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة هو أيضا موظف لديها.

– لعبت الشركة الإماراتية Black Shield دورا بارزا في استدراج الشباب سودانيين للعمل في الإمارات كأفراد أمن ثم تم تجنيدهم في معسكرات للتدريب وإرسالهم إلى ليبيا كمرتزقة.

** مصر

– في سبتمبر/ أيلول 2014، وقعت مصر اتفاقا يسمح لها باستخدام المجال الجوي الليبي في الأعمال العسكرية وإرسال عسكريين على الأرض، وورد في البند التاسع من الاتفاقية أنه لا يحق لليبيا مقاضاة أي عسكري مصري يرتكب جرما أو مخالفة، ويعاد إلى بلاده ليحاكم فيها.

– سمحت هذه الاتفاقية للطيران المصري بانتهاك الجغرافيا الليبية بحجة “استهداف الإرهابيين”.

– لم ينقطع حفتر عن زيارة القاهرة لتلقي التعليمات، وبعد أن بات برلمان طبرق عاجزا لسنوات عن عقد اجتماع واحد مكتمل النصاب، انتقل البرلمانيون ليجتمعوا في القاهرة مطلقين على أنفسهم رصاصة الرحمة.

– في العام 2020، ذهب رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، إلى القاهرة يستجدي غزوا عسكريا على بلاده من منصة البرلمان المصري.

– كانت مصر محطة تصلها الأسلحة والذخائر من الداعمين الإقليميين قبل عبورها الحدود الشرقية لليبيا نحو حفتر.

** السعودية

– في مارس/ آذار 2019، تلقى حفتر الضوء الأخضر من الملك سلمان بن عبد العزيز، لاجتياح طرابلس، ودعمت الرياض حفتر منذ عام 2014 بالانقلاب على الشرعية وتجميد المسار الدستوري.

– في أبريل/ نيسان 2019، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن السعودية وعدت حفتر بتمويل الهجوم على طرابلس وتقديم عشرات ملايين الدولارات لذلك.

– سبتمبر/ أيلول 2018، عقد اجتماع استخباراتي في “فندق هيلتون” بجدة، لترتيب دخول حفتر لطرابلس، بحضور صدام حفتر وهاشم بشر (المستشار الأمني لرئيس المجلس الرئاسي) برئاسة جهاز الاستخبارات السعودي.

– عقب بدء العدوان (أبريل 2019) كانت المدرعات العسكرية تصل ميناء طبرق (شرق) قادمة من ميناء جدة على متن السفينة السعودية “بحري أبها”.

– قدمت السعودية 1750 تأشيرة حج لميليشيا حفتر فوق الحصة المقررة ليبيا من تأشيرات الحج.

** الأردن

– قدمت عمان دعمًا عسكريًا ضخمًا تمثل في مدرعات ومنظومات صواريخ وناقلات جنود، فندها بالتفصيل تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي.

– دعم الأردن مليشيا حفتر بمدرعات مشاة طراز Al Mared، ومدرعات مدافع طراز Mbombe، ومركبات مشاة مقاتلة طراز Ratel -60، ومركبات رباعية طراز Wahsh، ومنظومة صواريخ طراز Rpg 32.

– في العام 2015 وصل حفتر إلى الأردن بدعوة ملكية، وتلقى وعودًا بتقديم دعم غير محدود لمليشياته.

– ذكر أردنيون أن حفتر التقى ضباطًا إسرائيليين في عمان، وهو أسوأ دور لعبه الأردن تجاه ليبيا.

– في أغسطس/ آب 2017، نقلت صحيفة “ميدل إيست” البريطانية عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي تأكيدها للعلاقات بين حفتر وسلطات الاحتلال الإسرائيلية.

** فرنسا

– لطالما أنكرت فرنسا دعمها لحفتر وتواجدها في ليبيا، حتى أعلنت باريس في يوليو/تموز 2016، مصرع ثلاثة من جنودها في حادث سقوط مروحية في ليبيا.

– أيدت فرنسا الحكومة الليبية في العلن إلى أن بدأ العدوان على طرابلس، والذي كشف الدعم السري الذي قدمته فرنسا لحفتر.

– أوقف الأمن التونسي عسكريين فرنسيين متسللين من ليبيا، واتضح لاحقا أنهم كانوا يقودون غرف العمليات الرئيسية لحفتر في غريان (شمال غربي ليبيا).

– عقب تحرير غريان، اتضح أن هذه المجموعة لم تكن الوحيدة فقد كانت مجموعة أخرى مزودة بأسلحة نوعية متطورة متمثلة في صواريخ طراز Javelin اعترفت فرنسا بملكيتها وباتت الأخيرة ظهيرا لحفتر.

** روسيا

– خسر حفتر غرفة عملياته الرئيسية في غريان (شمال غرب) فقرر الاتجاه إلى العاصمة الروسية موسكو، إذ لم يكتف بدورها في التدريب والذخيرة والدعم في مجلس الأمن بل كان يريد مقاتلين.

– جرى استقبال حفتر على متن حاملة الطائرات الروسية قبالة سواحل بنغازي مطلع عام 2017، إيذانا بالدعم العسكري الروسي لحفتر.

– في أغسطس/ آب 2018، صادرت السلطات التونسية 24 حاوية لمعدات عسكرية روسية مع 66 عربة عسكرية كانت في طريقها إلى حفتر.

– مطلع العام 2019، نقلت صحف عالمية عن أجهزة استخباراتية أجنبية، وصول 300 مرتزق إلى ميناءي طبرق ودرنة في ليبيا.

– في سبتمبر/ أيلول 2019، أوكلت موسكو مهمة إرسال مرتزقة إلى ليبيا عبر شركة The Wagner Group.

– اعترف الرئيس فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي، بوجود مواطنين روس على الأراضي الليبية، لكنه قال إنهم لا يمثلون مصالح الدولة ولا يحصلون على أموال من روسيا.

** إسرائيل

– في مايو/ أيار 2019، توسط ضابط الموساد السابق “أري بن ميناشي” بين زعيم الجنجويد السوداني وحفتر، لتزويد الأخير بمرتزقة نقلتهم الإمارات إلى ليبيا.

– أقر وزير خارجية حفتر، عبد الهادي الحويج، في مقابلات مع صحف إسرائيلية في أمل حفتر بإقامة علاقة طبيعية مع الإسرائيليين.

** ختام التقرير وتركيا

اختتم الفيلم الوثائقي بأن ليبيا صمدت لعشرة أشهر أمام غزو متعدد الجنسيات، وما زالت طرابلس تواجه “دول محور الشر” أمام أعين الأمم المتحدة والعالم دون أن يحرك أحد ساكنًا.

وقال: “يوم أن تحركت الحكومة الليبية باتجاه تركيا بشكل قانوني وعلني انقلبت الدنيا رأسًا على عقب، وتذكروا أن هناك تدخلًا خارجيا في ليبيا يجب أن يتوقف بعد أكثر من 1000 غارة جوية بينها 60 غارة أجنبية، ومحاولات مستميتة لعسكرة ليبيا”.

وتنازع مليشيا حفتر الحكومة المعترف بها دوليا على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتواصل تلك الميليشيا هجومها الفاشل الذي بدأته في 4 أبريل 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة.

وسوم: العدد 875