إيران وازمة مشروعها!!

أدباء الشام

بسم الله وبه نستعين

كانت نبرة خامنئي مرتفعة في احتفال ايران ومجموعاتها بيوم القدس في اخر جمعة رمضانية دعى فيه للجهاد والصلاة في القدس ودعم حركات الجهاد وغيرها من الشعارات الرنانة كانت اعلى من المعهود عكست على ما يبدو الطريق المسدود الذي وصل اليه مشروع ايران العبثي الطائفي.

لكن بالرغم من رفع الصوت وزيادة التعهدات وقطع الوعود مرر خامنئي ومجلس الشورى الايراني رسالتين مهمتين "للكيان الصهيوني".

بعد الوعيد والزمجرة والتهديد بازالة اسرائيل وطرد امريكا من المنطقة - بالرغم من ان الجيش الايراني وميليشياتها الشيعية تقاتل جنبا الى جنب مع الامريكان والروس بحجة محاربة الارهابيين والتكفيريين - قال خامنئي ما نصه في اخر خطابه:

 "الكلمة الأخيرة هي أن فلسطين ملك للفلسطينيين وينبغي إدارتها بارادتهم. ما طرحناه من مشروع منذ عقدين من الزمان بشأن إجراء استفتاء بين كل الفلسطينيين بمختلف أديانهم وقومياتهم هو السبيل الوحيد للتغلب على التحديات القائمة والمستقبلية في فلسطين. هذا المشروع يبين إن ما يكرره الغربيون في أبواقهم بشأن معاداة اليهودية لا أساس له من الصحة إطلاقاً. في إطار هذا المشروع يشترك اليهودوالمسيحيون والمسلمون جنباً إلى جنب في استفتاء يعين النظام السياسي لفلسطين. إن الذي يجب ان يزول قطعا هو الكيان الصهيوني والصهيونية، فتلك بدعة في الدين اليهودي وغريبة عنه تماماً."

خامنئي باختصار يذكرنا بطرح الدولة الديموقراطية العلمانية التي طرحها الفلسطينيون في بداية السبعينات من القرن الماضي والذي دشّن مسلسل التنازلات الفلسطينية وصولا الى اوسلو.

ما طرحه الولي الفقيه رسالة واضحة الى الصهاينة بشكل خاص والغرب بشكل عام يدل بشكل واضح ان ايران - التي لم يجرح لها جندي واحد من اجل فلسطين - هي الاخرى مستعدة لحل ما للقضية الفلسطينية غلفته - كما غلفته منظمة التحرير سابقا - بدحر الصهيونية وازالتها.

اما التطور اللافت الاخر الذي جاء في اواخر رمضان هو موافقة مجلس الشورى الايراني على حذف مادة في احد القوانين كان يحظر على الرياضيين الايرانيين مواجهة نظراءهم الاسرائيليين في المسابقات الرياضية الدولية. وبالرغم من ان نوابا ومسؤولين ايرانيين قللوا من اهمية الغاء المادة لتجنب ضغوطا من الاتحادات الرياضية الدولية، الا ان الالغاء خطوة مهمة تسمح للرياضيين الايرانيين بمواجهة الاسرائيليين.

طالما انتقدت ايران وشجبت بشدة استضافة دول خليجية مثل الامارات وقطر لرياضيين صهاينة، الا انها لم تنبس ببنت شفه بعد زيارة قام بها نتنياهو الى سلطنة عمان - حليفة طهران - نهاية العام الماضي.

وبالرغم من كل التنازلات المذلة والمخزية التي قدمها ملالي ايران - بالرجال والعتاد - لاحتلال امريكا لافغانستان والعراق - وما زالت - وبالرغم مما قاموا به من حرب عبثية اولا ضد المقاومة السنية ضد الامريكان في العراق وبعدها الحرب الشعواء على الشعب السوري وتحالفهم مع الروس، ما زال الملالي يعتقدون انه يمكنهم غسل هذا العار بالتمسح بالقضية الفلسطينية برفع الشعارات البراقة التي لا تعني شيئا وتشعر ان مشروعها الطائفي تعرى تماما وانكشف من شعوب المنطقة ومن ضمنها بعض الشعوب الايرانية.

قبل بضعة ايام قام المذيع الفلسطيني في الجزيرة جمال ريان بعمل عدة استطلاعات على موقعه في تويتر.

في الاستفتاء الاول سأل: من هو بشهيد:

نتنياهو

سليماني

وكانت النتيجة مذهلة حيث صوت ٦٤٪؜ لصالح رئيس الوزراء الصهيوني و ٣٦٪؜ لصالح سليماني.

رد عليه الناشط الاعلامي السوري المعارض موسى العمر: ابشرك الاثنين فطايس.

وفي الاستفتاء الثاني سأل؛ مع من نتحالف:

اسرائيل

ايران

وجاءت النتيجة ايضا صادمة حيث صوت ٥٢٪؜ لصالح الكيان الصهيوني.

والسبب في كلى الامرين واضح لان ايران وميليشياتها قتلت من السوريين والعراقيين واليمنيين السنة الملايين وهي اضعاف اضعاف ما قتل يهود.

علينا فقط ان نستوعب كفلسطينيين انه مثلما نعتبر الصهاينة اعداءنا لاحتلالهم ارضنا وتشريد شعبنا، فان السوريين والعراقيين واليمنيين لديهم نفس الاحساس تجاه ملالي قم.

عندما حرر ثوار ليبيا قبل ايام قاعدة الوطية الاستراتيجية جنوب طرابلس وجد الثوار كميات كبيرة من صواريخ مضادة للدبابات من صناعة ايرانية. فلماذا ترسل ايران اسلحة ومساعدات لحفتر المعروف بارتباطاته العلنية مع الامارات والسيسي واسرائيل؟

هل بعد كل ما قام به ملالي طهران نقول انهم اعداء حقيقيون لاسرائيل؟ من يقول هذا هم من يصفق لنظام بشار وملالي طهران في ذبح السوريين والعراقيين وغيرهم.

ودمتم

وسوم: العدد 889