التيار العلماني يقتنص فرصة حدث اغتصاب صبايا في كتّاب بجهة طنجة لتمرير وتبرير حقده

التيار العلماني يقتنص فرصة  حدث اغتصاب صبايا في كتّاب بجهة طنجة لتمرير وتبرير حقده على الكتاتيب والمدارس القرآنية والمساجد

لقد مني التيار العلماني بهزيمة نكراء بسبب اعتراضه على مطالبة عموم الشعب المغربي بإعدام الوحش المختطف والمغتصب والقاتل للصبي  عدنان. وما إن انتشر خبر وحش آخر اغتصب صبايا في كتّاب بجهة طنجة  حتى بادر التيار العلماني بالنيل من الكتاتيب والمدارس القرآنية والمساجد  مطالبين بالتشديد في مراقبتها ،ومن أصحاب هذا التيار من ذهب بعيدا إلى المطالبة بإغلاقها نهائيا معتبرين أنها أماكن اغتصاب الصبية والصبايا .

ومع أنه لا أحد دافع عن مغتصب الصبايا في الكـتّاب بل لم تختلف إدانة اغتصابهن عن إدانة اغتصاب الطفل عدنان ،وهناك إجماع وطني على إدانة واستنكار واستفظاع جرم اغتصاب  الصبية والصبايا  مهما كان  مقترفه وحيثما وقع ، فإن بعض أصوات التيار العلماني  المعتادة على اقتناص كل فرصة تعن لها للنيل مما له صلة بالإسلام الذي تختلف معه وتسعى إلى إبعاده من بلد يدين  به عموم مواطينه رغبة منها في إفساح المجال لعلمانيتهم المرفوضة عند هذا العموم لتكون بديلة عنه تحكم حياة مسلمين بدلا عنه .

ولا أظن أن مسلما حقيقيا سيدافع عن مغتصب صبايا في كتّاب لتحفيظ كتاب الله العزيز بل سيطالب بإعدامه أيضا كما طالب بإعدام مغتصب الطفل عدنان، لأن هذا الأخير جرمه مركب من اغتصاب وقتل ، ومغتصب الصبايا جرمه أيضا مركب من اغتصاب متعدد ومن ارتاكبه في مكان هو في حكم  قدسية بيت الله عز وجل لأنه يلقن ويتلا فيه كلامه سبحانه وتعالى .

ولن يضير الكتاتيب ولا دور القرآن ولا المساجد أن يقدم فيها مجرمون على اغتصاب الصبية والصبايا ، ولا يمكن أن تتحمّل مسؤولية جرائمهم لأنهم بسبب هذه الجرائم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ليسوا من الإسلام في شيء وإن تقنعوا به ، وخدعوا الناس بتدينهم المغشوش الذي ينتهي غالبا بفضح الله عز وجل له، لأنه سبحانه وتعالى لا يقبل أن تداس حرمة تلك البيوت التي تكتسي قدسيتها من قدسية ما يتلى ويدرّس فيها من كتابه العزيز.

ومع أنه توجد في المجتمع أماكن عدة ترتكب في الفواحش وبعضها وضع خصيصا لذلك ولا حاجة لذكرها لأنها معلومة ، فإن العلمانيين لا يطالبون بتشديد الرقابة عليها ولا يذهبون إلى أبعد من ذلك بالمطالبة بإغلاقها  وحين يطالب المسلمون بذلك باعتبار الوضعية الدينية للبلاد تقوم دنيا العلمانيين ولا تقعد.

 فكم من خمارة أو ناد ليلي  أو فنادق أو شبه فنادق وقعت فيه جرائم اغتصاب  بل وجرائم قتل أيضا فقد تغلق لبعض الوقت ثم يعاد فتحها لتعود فيها جرائم الاغتصاب وارتكاب الفواحش من مثلية ورضائية من جديد ، وهي مما  يدافع عنها التيار العلماني بقوة .

إن الإسلام أبعد ما يكون عن احتضان أصحاب الفواحش وإن حفظوا القرآن الكريم وحفّظّوه ، ولا يدافع عنهم ، لهذا ما كان على التيار العلماني حشره في جرائم الذين يتقنعون به لممارستها  والتستر عليها .

ومعلوم أن جرائم الاغتصاب عموما واغتصاب الصبية والصبايا خصوصا تقع في كل مكان  المقدس  منه والمدنس  على حد سواء  حيث تستوي في ذلك دور العبادة في مختلف الأديان ، ودور الفواحش في مختلف المجتمعات على غرار ما ينشر بين الحين والآخر من أخبار عن جرائم اغتصاب في دور العبادة المسيحية على سبيل المثال لا الحصر وهي ترتكب من طرف المحسوبين عليها من قساوسة ورجال دين ، ولكننا لم نسمع أبدا بالتشنيع عليها  أو المطالبة بتشديد الرقابة عليها أو الذهاب بعيدا في المطالبة بإغلاقها كما طالب التيار العلماني عندنا بإغلاق الكتاتيب ودور القرآن والمساجد  إذا ما ارتكب فيها اغتصاب صبية أو صبايا .

والغريب في موقف التيار العلماني أنه يدافع عن المجاهرة بفاحشة قوم لوط التي يسميها مثلية ، وبفاحشة الزنا التي يسميها رضائية ، ولا يدينها إلا عندما يتعلق الأمر باغتصاب الصبية والصبايا . إن المنطق السليم يقتضي أن يكون المنكر والمعترض على اغتصاب الصبية والصبايا منكرا ومعترضا أيضا على فواحش المثلية والرضائية ليكون منسجما في موقفه كما هو الأمر بالنسبة للمسلم الذي ينكر ويدين هذه وتلك .

والمثير للسخرية أيضا أن أصحاب التيار العلماني يحشرون أنوفهم في قضايا الأحوال الشخصية بين الأزواج ، وقد اخترعوا ما صاروا يسمونه اغتصاب الأزواج للزيجات ، ويدينونه ويطالبون بتجريمه وتخصيص عقوبة له، علما بأن المسلمين على وجه الحقيقة لا تظاهرا وتقنعا  يعرفون جيدا الحدود التي حدها الله عز وجل  للوقاع في محكم التنزيل ،وفي  سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ولا مبرر لمزايدة  التيار العلماني على كتابه سبحانه وتعالى أوعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . وإذا ما وقع شيء مما يسميه هذا التيار اغتصابا في إطار علاقة زواج شرعي من قبيل حدوث وقاع لم يشرّعه الله عز وجل ، فلا علاقة لم يقع فيه بالإسلام، ولا يتحمل هذا الأخير مسؤولية ذلك .

وفي الأخير نقول لأصحاب  التيار العلماني الذين لا شغل ولا هم لهم سوى البحث عما يسيء إلى لإسلام  دون تمييز بينه وبين من يقعون في أخطاء من المنتسبين إليه ، تجنبوا استهداف دين الله عز وجل الذي لا يمكن أن يؤاخذ بإجرام المجرمين أو بفواحش مرتكبيها. ولا تنسوا أنكم من دعاة الفواحش بتشجيعكم ودفاعكم عن المثلية والرضائية ، وكفى بذلك فسادا وإفسادا .    

وسوم: العدد 895