حول إحاطة غير بيدرسن في مجلس الأمن .. والقول المعاد المكرور ..

زهير سالم*

كئيبة مملة مرت إحاطة غير بيدرسن أمس الأربعاء 16 / 12 / 2020 في مجلس الأمن . والتي جاءت بعد الجولة الرابعة من لقاء الخونة مع العملاء تحت عنوان ما يسمى اللجنة الدستورية، لم يكن في إفادة بيدرسن ما نتوقف عنده ، غير القنبلة التي فجرها ، حين نسب لبعض أفراد في فريق ما يسمى المجتمع المدني بطرحهم لموضوع " العدالة التصالحية " والتي تعني أن يتكفل طرف ثالث أو رابع بأن يدفع دية كل قتيل سوري ، عن الذكر معزى ، وعن الأنثى علبة سمن ثلاث معزات أو ثلاث بقرات . الطرح الفاجعة المستخف بدماء السوريين ، والمستخف بكرامتهم ؛ لقي من بعض أفراد في مجموعة ما يسمى المجتمع المدني استنكار أو رفضا ، بينما الفريق المدجن تحت راية المعارضة ، لم يكلف خاطره أن ينطق بشيء ..

في إحاطة السيد بيدرسن بدا الرجل متفائلا بأن السوريين قد أصغى بعضهم أخيرا إلى بعض . وأنه بينما قدم الوفد " الوطني المدعوم من النظام " ثمانية مطالبات كخطوات على طريق " لفلفة القضية " فإن الفريق الذي ابتليت به الثورة السورية ، كان أكثر كرما ، وجودا ,وأريحية ، فقدم ثلاثة أضعاف ما قدم الأول ، ثلاثة وعشرين نقطة ، ومن كيس خرو وما عاش حدا فقير.

وأنا من موقعي المتواضع كمواطن سوري فرد ، أتحدى أي شخص محسوب على هيئات المعارضة ، أنني إذا خلطت الأوراق ، وأدغمت الثلاثين نقطة ببعضها ، على طريقتنا ونحن صغار ، بنصف فرنك بزر ، وبنصف فرنك قضامة ، أتحدى أي شخص في عتاولة تلك الهيئات أن يميز بين البزر والقضامة .. عفوا ، أن يميز أي مطلب من المطالب من كان أبوه ؟! وفد الثورة أو وفد بشار .. ولاسيما وقد أصبح الكل بالنسبة إلى بعضهم أشبه من الماء بالماء ..

فتشت في المطالب الثلاثة والعشرين فلا حديث عن هيئة حكم انتقالي ، ولا عن إطلاق سراح معتقلين ، ولا عن حقوق مدنية ، ولا عن حريات عامة ، مجرد اجترار كلام عن وحدة سورية وعن حقوق ما بسمى ...

براءة إلى الله .. وإلى دماء الشهداء من كل مجرم قاتل ، ومن كل خوان أثيم ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 908