ولينكشف سر الأسرار ( 4 ) معنى التطبيع وأسراره

عبد الله بن خليل شبيب

معنى التطبيع:  

لا بد أن ندرك أولا أن التطييع مع العدو – في ظروفنا الحالية .. يعني ان المطبع والمعترف بدولة العدوان والاغتصاب معترف بعدوانها واغتصابها وموافق على مجمل جرائمها وتصرفاتها من توابع احتلالها .. الاستيطان والتنكيل بأصحاب الوطن (الفلسطينيين ) من هدم منازلهم ومنشآتهم وتخريب ممتلكاتهم والقنل اليومي –وخصوصا الأطفال- والاعتقالات اليومية بسبب وبدون سبب! وسجن الآلاف من أبنائهم وبناتهم..- وكذلك – يعتبر التطبيع- اعترافا بأن القدس لهم وعاصمتهم- فلا يتصور أن تعترف بدولة وتنكر الاعتراف بعاصمتها! – ومعلوم أن من يحدد عاصمته هو لا أنت ولا غيرك!..وينبني على ذلك الموافقة – ولو الضمنية – على تخريباتهم في المسجد الأقصى وأساساته ..وتدنيسه يوميا ومحاولة تهويده ..بل والتمهيد لهدمه لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه !.. كما تعلم من عقائدهم وأدبياتهم وتصريحات كثير منهم!  

..وما أظن أن أحدا من[المطبعين] يجهل شيئا مما ذكرنا وغيره من جرائم اليهود المحتلين لفلسطين وبعض ما جاورها!  

تهافت مذل على تطبيع مجاني- عجيب- !:  

الذين سبقوا إلى التعامل مع العدو والاعتراف به وتبادل التمثيل الدبلوماسي معه – لم يفعلوا ذلك مجانا ..ولكنهم تفاوضوا وأخذوا بعض المقابل كالانسحاب وغيره مما يعتبروته مكاسب .أما [المهرولون] من[قطيع المطبعين الرخاص المجانيين] أخيرا .. فمما يعجب له أشد العجب مسارعتهم للارتماء تحت أقدام العدو - .. بدون أي مقابل ..ولا أن يسألوه حتى [ شربة ماء].. حفظا لبعض ماء وجوههم عند شعوبهم- الصابرة الرافضة المغيظة الكاظمة – والشعب الفلسطيني المعتدى عليه –ومن صور العدوان عليه ذلك التطبيع المجاني!   

فلمثلا لو اشترط المطبعون بعض الشروط والمطالب ..كالإفراج عن بعض الأسرى ..أو الامتناع عن إقامة بعض المستوطنات ..وآلاف البنايات..أو إلغاء البعض أو التوقف عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم – أو إحسان التعامل معهم وإعطائهم بعض الحقوق –ولو شكلية ..إلخ .. لربما ستر [المطبعون] بذلك بعض عوراتهم ..ووجدوا حجة –ولو [كورقة التوت] يبررون بها فعلتهم المنكرة  

..وإن كان هنالك بعض ما قد يعتبره البعض مقابلا – وما هو إلا تحصيل حاصل – كاعتراف بصحراء- أو الشطب من الإرهاب- وقد أثبتنا – من قبل - أن سبب ضربة المدمرة [كول الأمريكية ] صاروخ بالستي صهيوني [إسرائيلي] – وليس ابن لادن الذي كان مقيما في السودان حينها !- 

..وكأن ارتكاب أحد لعمل ..يحمل الدولة كلها – وشعبها كافة نتائج عمله !!  

..المهم أن وراء ذلك [التتبيع الذليل] الذي وقع فيه القوم –متتابعين متسارعين- لا بد أن يكون له سر أو سبب دافع لمثل ذلك التصرف الشاذ المقيت !  

..أم – كما أشرنا سابقا ..عن استحقاق [أخير] من البعض ,, وفاء لرسالتهم ..وانسجاما مع قناعاتهم وأوضاعهم ..للمساهمة في تشييد وتثبيت واستعلاء [حلم الآباء والأجداد] الذين [خبأوهم ومهدوا لهم التسلق حتى تحكموا في رقاب تلك الشعوب المقهورة ]  ..حتى تأتي مثل [ لحظات الحقيقة ] فيوفي كل لأصله وقومه ..ويدخل تاريخهم مع أبطالهم !!..  

..وتفجع الشعوب بعد حين .. بأن أعداءهم كانوا يملكون رقابهم ويتسيدون عليهم ..ويدمرون وجودهم وحياتهم..حتى تتحول كثير من أمورهم ..على ما نشهد من من تناقضات ..ومفاسد ومظالم ..وفوضى ..ألخ..حتى ليحسب أن [ أؤلئك] يدمرون لا يبنون ..ويفسدون لا يصلحون ويؤخرون لا يقدمون .. فشعوبهم تتراجع – ومديونياتها تتزايد ولا تتناقص – ليظلواتحت رحمة [الأعداء الدائنين]- ومن ورائهم بنو صهيون- وإن تظاهر بعضهم بأنه من[المساعدينٍ- ولو ترك للشعوب خيراتها واستقلالها ..والانتفاع الصحيح بمواردها وترشيدها ..وعدم تبديدها – في ألوان من العبث والخطل لاستغنت عن[ معوناته وديونه وأوساخه ] ولملكت أمرها ..بل وربما ساهمت هي في معونته ومعونة غيره!!  

ليستقلْ الحزب الإسلامي الحاكم في المغرب حفاظا على كرامته ووجوده وسمعة حركته!:  

.. بقي أن نقول ..إن [ جريمة التتبيع : اي الانبطاح تحت أقدام العدو – مجانا] – كما أشرنا سالفا- بهذا الشكل المخزي المزري.. أمر عجب- إلا إذا عُرِف السبب- وربما أشرنا لبعضه..فإن كان مستتكرا ..من سائرالمطبعين ..فإنه من بعضهم لأنكر وأبشع وأفحش!  

.. فالمطبع الرابع [المغرب العربي].. هو آخر من يتصور لجوؤه لمثل تلك [الخطيئة] !!. ليس فقط لأن حكامه ينتمون للعترة النبوية ..- وارثة القبلة الأولى وثالث الحرمين – ولكن – أيضا- لآنهم يتقلدون رئاسة لجنة القدس..عدا عن أن الشعوب المغربية عامة ومنها شعب مراكش – المغرب خاصة- من أشد مناصري القضية الفلسطينية ..وأن المغرب كله بأحزابه ونقاباته وقضه وقضيضه مع فلسطين والقدس قلبا وقالبا!  

لقد استنكرت تلك الخطوة الخطيئة كل التجمعات  المغربية الشعبية :جمعية العدل والإحسان الأكثر أنصارا وآثارا في المجتمع المغربي- ولودخلت الانتخابات لاكتسحت الجميع!- ونقابة الصحافة المغربية وسائر النقابات وحركة التوحيد والإخلاص صنو الحزب الحاكم  [ حزب العدالة والتنمية ] الذي استنكر بأقوال بعض رجاله ..وظل [سادرا] في أفعاله ..وكالبعض الآخر اكتفى بتأييد فلسطين ببعض الأقوال والشعارات بينما يطعنها من الخلف – أوالأمام تآزرا مع عدوها وتشجيعا له!!  

..وكان الأولى بالحزب الحاكم الذي يمثل حركة إسلامية عالمية ..واضحة المعالم والمباديء- وأهمها – ما أكد كثيرمن المسؤولين اليهود[ الإسرائيليين] أنفسهم أنها اكبر خطر عليهم ..وأنها ترفض وجود دولتهم واحتلالها وجرائمها وتسعى لإلغائها وإزالتها.. وإعادة فلسطين إلى أهلها الذين اقتلع الاحتلال معظمهم من أرضهم واغتصبها وأقام عليها كيانه الباطل الواجب الإزالة والتطهير - ..كما توجب العدالة السماوية والأرضية ..ومباديء الإسلام والتي – من المفروض أنها مبادي ذلك الحزب المغربي الحاكم ..والذي كان أدنى متطلبات الكرامة والصدق والأمانة ..أن يستقيل الحزب فورا من حكومة دولة تعترف بدولة الباطل المناقضة لكل وطنية ودين وخلق وإنسانية!  

... إن تمسك ذلك الحزب بالحكم في هذه الظروف .. ليؤكد ما أشرنا إليه في أكثر من مناسبة ..أنهم أصبحوا [ خدم البلاط- أو مساحي البلاط]..فليستقيلوا وليحتفظوا بكرامتهم..وبحزبهم وقبولهم لدى بعض الناس ..!- ذلك أن تشبثهم بوزارة –في مثل هذه الظروف- مما يجبرهم على التعامل مع الأعداء المحتلن لفلسطين ..سوف يؤثر على حركتهم ودعوتهم.ويصرف عنها المخلصين ..مما يؤدي إلى تفكك الحزب ووهنه وزواله!!  

..هذا عدا عن أنهم يتحملون قسطهم من كل ما خالف الإسلام !  

..ذلك إضافة إلى أن سلوكهم قد يصم التيارالذي ينتمون إليه – في كل العالم !  

ونذكرهم أن إخوان الأردن قبلهم دخلوا وزارة وشاركوا فيها..ولم يغيروا شيئا يذكر! والغريب أنهم يعدون اشتراكهم في تلك الوزارة من إنجازاتهم!  

..وكان لهم حضورواضح في البرلمان الذي وافق على اتفاقية وادي عربة .ولم يتخذوا أي إجراء ..إلا الاستنكاراللفظي ..ومررت المعاهدة الاستسلامية [ من فوق ظهورهم] .وقيل وما يزال يقال في التاريخ ..: ( إن البرلمان الذي وافق على معاهدة الصلح كان فيه اسلاميون ..أو الإخوان المسلمون)..ولا يشار إلى أنهم لم يوافقوا ولم يوقعوا!..ولكن أحدا منهم لم يقدم استقالته من المجلس احتجاجا ..واستبراءً..حتى البعض الذي حين لم ترشحه الحركة استقال منها وترشح وحده على مسؤوليته..لم يستقل من المجلس احتجاجا !    

غفر الله لنا ولهم أجمعين!

وسوم: العدد 909