فصل السياسة عن الدين ؟؟

زهير سالم*

قضايا ملتبسة -2 

لماذا يصرون على فصل السياسة عن الدين ؟؟؟ أليس لتكون سياستهم إذ يكونون ساسة بلا دين ..؟؟كما بشار الأسد تماما ، لا يحللون ولا يحرمون، إن رأوا لأنفسهم منفعة في القتل قتلوا، وإن رأوا لأنفسهم منفعة في الاغتصاب اغتصبوا، وإن رأوا مصلحة في الاختلاس أو السرقة اختلسوا وسرقوا، وإن رأوا لأنفسهم أمنفعة في التقديم قدموا، وفي التأخير أخروا، وفي اغتصاب حقوق الناس اغتصبوها، هذه منحة تحول من طالب متفوق إلى طالب ناجح بدرجة مشحوط، لأن السياسة بلا دين لا تعرف حقا ولا باطلا ، ولا حلالا ولا حراما، تعرف فقط المنفعة، فكل عمل فيه منفعة لبشار الأسد أو لأحد ممن يليه، أو لمن يمكن أن يحل محله، فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل، والصواب الذي لا يدركه الخطأ..وهو الوطن وهو الإنسان وهو الحرية وهو الاشتراكية ..حتى البراميل المتفجرة، قيل لهم هذه البراميل الغبية تقتل من النساء والأطفال أكثر ، قالت لهم سياستهم بلا دين، لا يضر ؛ فكلفة هذه علينا أقل، وفالت لهم سياستهم بلا دين، والقتل بالسارين علينا أسهل، وقالت لهم سياستهم بلا دين والاستعانة بالروس والمجوس لمأربنا أقرب !!!

عشنا في سورية لا نعرف فيها على وجه الصحة غير دينين " الإسلام والمسيحية" وكلا الدين علمانا ، وعلما كل الناس من حولنا الخير، نستمع إلى الوصايا العشر ونقرأ ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ..) في آخر سورة الفرقان

لا تقتل وهم يريدون أن يستحلوا القتل ..

لا تسرق وهم يريدون أن يصيبوا من السياسة المجردة من الدين والأخلاق أموال الناس ..!!

لا تزن ، وهم في مراكبهم السياسية التي يشتهون، تظل أعينهم معلقة بأعراض الناس، كلما اشتهوا نزوا ..!!

لا تشهد زورا ..لا تسرف على نفسك ولا بنفسك ..!!

لماذا يريدون تجريد قراراتهم من هذه الضوابط، حتى إذا اشتهوا فعل أهل سدوم جمّلوه وحسّنوه وأعادوا انتاجه من جديد ...أستمع إلى مقالاتهم وقد جمّلوا القبيح، وحسنّوه وسوغوه ...سياسة بلا دين مثل وجه بلا حياء، ووجه بلا حياء أجمل منه قدم مشققة في فلاة ..

سياسة بلا دين تستحل المحارم ، تسلخ الناس في المعتقلات، إذ تعتقلهم بلا سبب، تعذبهم بلا غاية، تجوعهم وتعطشهم بلا حدود ..

إذا أردت أن تنظر إلى السياسة بلاد دين فانظر إلى فعل صاحب البراميل وداعميه ومؤيديه ..

سياسة بلا دين، سياسة بلا قيم ولا أخلاق ..واختصر لنا المشهد في عبارة رشيقة مختصرة بليغة صاحب ديستوفيسكي " إذا لم يكن اللهُ موجودا فكل شيء مباح "

سياسة بلا دين، سياسة بلا أخلاق، بل الأخلاق في فلسفة رافعي راية هذه الكذبة التي أسمها سياسة بلا دين "كذبة كبيرة" ، وكذا يرطنون ..

سياسة الناس تعني إقرار الحقائق في حياتهم، وحماية الفضائل من بغي البغاة منهم، أما هذا الذي يفعله فينا بشار الأسد، فلا نريده ولا غيروا اسم مجرمه سبعين مرة ..

ونجد في ظل الله وشرعه حمانا ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 944