السوريون أم طالبان... مالكم كيف تحكمون؟

د. أسامة الملوحي

كثيرون اليوم يستنبطون من طالبان الدروس...ولا نقول لهم لا تستنبطوا.

يصفقون للمنتصرين الطالبان ويستخلصون العبر والمواعظ.

يذكرون الصمود والثبات وهم لايكذبون فقد صمدت طالبان فعلا وثبتت وامسكت بالارض ولم يخرج شطر  الأرض في افغانستان أبدا عن سيطرتهم.

ويدللون بالاصرار الذي كانت عليه طالبان  أنه السبيل الى النصر والغلبة ولو بعد حين ...ومعهم كل الصحة في استدلالهم.

أما أن يقارنوا طالبان بالثوار السوريين مشيرين الى تفوق طالبان في صفات البطولة والشجاعة وميزات الثبات والصمود وعوامل النصر والنجاح فهذا فجور و بهتان عظيمين.

وبعضهم أخذه الأعلام وأخذته الجزيرة والكامرات بعيدا الى كابل في نفس اللحظة التي يسطر أهل درعا وثوار درعا ملاحم ومعجزات...

يواجهون بالاسلحة الخفيفة والذخيرة القليلةالمتناقصة...يواجهون روسيا وايران وميليشيات النظام منذ أربعين يوما متتالية.

وفي كابل لا يوجد سوى الاحتشاد وأحداث  المطار.. ومع ذلك الكل في العالم كله يتابع.. وفي درعا مسح تدميري شامل لدرعا وبلدات أخرى بصواريخ الفيل والراجمات وصواريخ الطائرات....وسط حصار غذا ئي وصحي مطبق....كل ذلك والملتفتون لدرعا في العالم قليلون والذين يأبهون من القليلين أقل...

ولأننا عهدنا النفاق الدولي يمضي فينا دائما فلم يدهشنا استمراره وتفاقمه.

أما أن ينبري بعض المحسوبين على الثورة وبعض المتمشيخين ويشير لنا ان نتعلم من طالبان ويقارن مقارنة ظالمة ويضع ميزانا مائلا مبخسا....فهذا عجيب مريب بل مريب مريب.

هل أصابهم النسيان ام احترفوا التناسي عن عمد أو جهل.

هل ارتقى من طالبان في عشرين سنة اكثر من مليون شهيد دفعتهم الثورة السورية في عشر سنين.

هل حوصرت عشرات المدن في افغانستان حتى وصل أهلها الى ما يفوق الموت من الجوع والمرض كما حصل في كل المدن الثائرة في سورية.... أم تناسى المتجرؤون حصار حمص ودوما وبقية مدن الغوطة الشرقية والزبداني ومضايا وداريا والحجر الاسود واليوم درعا وطفس وغيرهما .....مدن تحاصر وتباد.

هل هناك جبال في سورية كجبال افغانستان تستعصي على أعتى الجيوش والدول فيلجأ الثوار السوريون إليها.

هل اجتمعت كل الدول على طالبان كما اجتمعت علينا في سورية أم هي امريكا فقط واجهت طالبان وجمعت اعدادا قليلة من جنود الدول الغربية بمشاركات رمزية.

وفي سورية اجتمعت دول الشرق والغرب وكلها تدك وتقصف وتنهب.

وسموم ايران في سورية تحقن وتبيد.

ولطالبان طالبان أخرى في باكستان تؤوي وتمون وتشكل امتدادا اقليميا بشتونيا قويا....

وفي سوريةقصص بطولات ومواجهات اسطورية لم يحدث لها مثيل لا في افغانستان ولا في غيرها.

وفي سجون النظام الأسدي في سوريا تعذيب واغتصاب  ليس له مثيل في التاريخ....تعذيب صدر الى المقابر الجماعية مئات الألوف وما زال......هل يستوي ما حصل في هذه السجون مع ما حصل في غوانتينامو.

ما حصل في غوانتينامو شديد ولكن المقارنة مع سجون سورية لا تستقيم.

وهناك المزيد المزيد الفريد في الثورة السورية.

قولوا ما شئتم عن طالبان ولكن لا تقارنوا أحدا بالثوار السوريبن ....إنهم من جيل فريد....دخل في صفوفهم فاسدون وضفادع ولكن سوادهم صادق ثابت وأمعنوا النظر إلى درعا تلهب المجرمين كل حين كشجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين.

وسوم: العدد 945