التحولات التي يشترطها الغرب لإعادة تأهيل الأسد

زهير سالم*

هل هي لمصلحة جمهور الثورة السورية، أو لمصلحة أقوام آخرين؟؟

وسؤال أعيد طرحه، لأن الجواب عليه مهم وخطير . وعاجل ولازم وملزم؟؟!!.

وهؤلاء الجوالون الذين يقفون بالأبواب فيقرعونها، ويذلون أنفسهم، ويظنون أنهم يخدمون قضية شعب ووطن، لمصلحة من يعملون، في سياق أحادي التعلق أحادي الأمل أو الرجاء !!

ما هي التحولات السياسية التي تريدها أمريكا والغرب عموما وروسية معهم من بشار الأسد؟؟!! سؤال قمين بنا أن نجيب عليه، وقد يكون المطلوب مزيدا من رؤوسنا، أو من ديارنا، أو من قرارنا!!

هل هي تحولات لمصلحة الإنسان والإنسانية، في احترام حقوق الإنسان، ولملمة غرب الفساد ، وضمان الحقوق العامة للمواطنين ؟؟!!

أسأل وأضع بين أيديكم الجواب، وشهودي ، والحمد لله، دائما قريبون، وإذا كانت سورية بما يجري فيها على مدى عشر سنوات هي تحت هيمنة روسية مباشرة، فهذا العراق وتلك أفغانستان تحت هيمنة أمريكية مباشرة ، وتكاد تقول : السجون هي السجون، والتعذيب هو التعذيب، والفساد هو الفساد، والجوع هو الجوع، وعددوا ما شئتم، وتحدثوا عن الجرائم تحت جناح الروس والأمريكيين ولا جناح!! ...

عندما جوبه "جواد المالكي" بحالات اغتصاب النساء في سجون العراق تحت الإدارة الشيعية والولاية الأمريكية، قال هذه أرقام مبالغ فيها، رقم المغتصبات فقط " 500" والعهدة في ذلك عليه..

ما هي التحولات التي ستأتيكم بها الولايات المتحدة والغرب الأوربي ، إن جاؤوا، والتي يتعلق بها بعض أهل السذاجة، كما يتعلق اللص الغبي بحبال القمر ويقول " شو ..شو " وفي رواية " جي ...جي " ، والولايات المتحدة هي التي صنّعت للعراق مصطلح " العرب السنة" كان أول هدايا بريمر ، تمزيقا للمجتمع إلى شيع مزيفة على طريقة فرعون (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ) وهل تنتظرون من الريح الأمريكية أن تذهب بنا جميعا في غير هذا الاتجاه؟؟؟

التحولات التي يشترطها الأمريكي وحلفاؤه الظاهرون والخفاة، لن تكون في مصلحة سورية ، ولا في مصلحة السوريين، وإنما في مصلحة من نراهم ونسمعهم ونجالسهم وهم في الالتفاف علينا لا يجاملون .. في مصلحة هذه الفرقة التي ما تزال تحكم العراق باسم الديمقراطية الزائفة، وما يزال في العراق نفط ، وكما يقول السياب ، وفي العراق جوع ..أهدت الولايات المتحدة العراق الكثير من المباذل، ولكنها لم تهده شيئا من نظام " المؤسسة" ومن "حسن الإدارة" ويطيب لنا أن ننال من العراقيين!!

بالأمس كان السيد رئيس الائتلاف يشكو : أن الأمريكان استقبلوا ممثلي "الذين لا أريد تسميتهم" بطريقة أفضل أو أجمل من استقبالهم ممثلي الثورة السورية ، وي ..ثم وي ياصاح ، في حكايات الأدب العربي بيت من الشعر جميل للفرزدق همام بن غالب من تميم يقول:

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ,,,مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا

أدام الله علينا وعليكم نعمة الإزار ..

لا نشك أن في تلافيف، الهيئات السياسية السورية " شخصيات وطنية، تعمل على مشروع وطني. ولا نرى قدحا في المحاولات المفتوحة على كل الاتجاهات، لنصرة الحق الوطني لكل السوريين ...

ولكن الذي نظل نؤكد عليه ، أن التعويل على الآخر ، بينما نحن صفر اليدين، ليس من عمل الراشدين!!

أوراق قوتنا الذاتية، كمشروع وطني سوري، ينشد التحرر والخلاص، أكثر من أن تعد، والمشكلة الكبرى التي تعيشها نخبنا المستعلنة، هو التعالي على السواد الجماهيري، السواد الذي أعطى الكثير، وهو مستعد للعطاء أكثر. ومشروع الثورات في كل شعوب الأرض، إنما يقوم على كواهل الذين يملكون الاستعداد للتضحية دون عوض، وهم والحمد لله في شعبنا، كثير، وللخروج من متاهة الضياع، ومن دوامة الإغراق في التفاصيل، لا بد لنا من امتلاك الجرأة لنعلن عن حاجتنا للعودة إلى نقطة البداية، وإذا كنا لا نرى بديلا ولا عوضا ولا نكوصا عن مشروع الثورة بكل استراتيجيته وأبعاده، إلا أن الذي يجب أن نعترف به هو أن لدينا على مستوى التكتيكات والمقاربات والوسائل مما نفعله الكثير ...

وها نحن اليوم تتكشف أمام أعيننا كثير من الأبعاد؛ فهل يعقل أن لا يكون لهذه المعلومات المتدفقة كسيل العرم على موقفنا وقراراتنا أي تأثير؟؟

وبعد استشهاد القادة الثلاثة الذين حددهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لجيش مؤتة، وصارت الراية إلى خالد رضي الله عنه، استقبل يومه الجديد بقرار جديد...أعاد ترتيب الصفوف، وأعاد كل الحسابات. مع التصميم على الثورة، والذهاب بها بعيدا وطويلا وارتفاعا وعمقا ..نحتاج إلى إعادة الحسابات من جديد.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 949