لا حياء في الدين، ولا في العلم، ولا في السياسة !!

زهير سالم*

ألخص لكم تقريرا نشرته بالأمس قناة الحرة الأمريكية. لمراسلها من اسطنبول "ضياء عودة"..تحت عنوان: "تركية والنظام السوري خيط وحيد يثير الجدل ومؤشرات عن الاتفاق"

سأعرض التقرير دون أن أبدي أي رأي أو موقف إلا تعليقات بسيطة أضعها بين قوسين كبيرين.

ولكي نخوض في السياسة يجب أن نعلم. وإن كانت الزمرة في دمشق ما تزال تعامل الناس على قاعدة "بتكبر وبتعرف"

ولقد كانت النقطة الأساسية في التقرير إثارة السؤال: يلتقون أو لا يلتقون ؟؟ عالجها كاتب التقرير في مدخله وفي ختامه. وبينما المسؤولون الأتراك أكثر وضوحا، فإن زمرة الأسد أشد إنكارا. يقول كاتب التقرير ليس لقاء بل لقاءات منها ما جرى في الأردن وفي لبنان وفي العراق وفي قاعدة حميميم وفي منطقة درع الفرات.

وسبق للرئيس أردوغان منذ 2019 أن أقر أن اللقاءات الأمنية هي الخيط الوحيد الذي يبقى بين المتحاربين. وأكد رئيس وزرائه ذلك في 2021..

وبعيدا عن الكلام الكثير الذي نقله كاتب التقرير عن أنقرة ودمشق بالنسبة للقاءات وظروفها والإقرار بها ونكرانها، وطريقة كل طرف في الإعلان عنها. إلا أن أهم ما يهمنا هو ما دعاه كاتب التقرير " توافقات" ثم ما أسماه " شروطا"

تحدث كاتب التقرير عن أربعة توافقات تمخض عنها ربما اللقاء الأخير، الذي يقال: إنه جرى في الأردن. والحكومة الأردنية تنفي رسميا أي لقاء على أراضيها. فقد اتفق الطرفان في اللقاء الأخير على

إعادة إعمار حلب، بمشاركة ثلاث دول خليجية. ( لم يسمها التقرير)

وعودة مليوني لاجئ سوري إلى وطنهم في ظروف كريمة. ( لم يفصل في شروط العودة التقرير)

الاشتراك في محاربة حزب العمال الكردستاني. ( طبعا ومشتقاته على الأرض السورية. وتبدو هذه النقطة الأولى التي يتوافق عليها الطرفان)

ثم الاعتراف بحق تركية في التوغل في الأرض السورية على عمق 35 كم لحماية حدودها من الإرهابيين ( وهو حق قديم مكرس منذ اتفاقية أضنة)

وأخيرا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون الأسد. ( تبدو هذه رشة البهار على المخلوطة)

ويقول التقرير إن أنقرة وضعت شروطا للانسحاب من الأراضي السورية. وذلك حسب صحيفة حرييت المقربة من الحكومة التركية. كل ذلك نقلا عن تقرير قناة الحرة:

الشرط الأول : التوافق على دستور سوري جديد يضمن حقوق جميع السوريين ( لافرنتيف يريده ضامنا لحقوق بشار الأسد)

الثاني -إقامة نظام انتخابي في دمشق يسمح لجميع شرائح المجتمع السوري بالمشاركة.

الثالث -قيام حكومة شرعية في دمشق.

يكون من مهمتها القضاء على الإرهابيين والمقصود طبعا حزب العمال الكردستاني ومشتقاته..

تعليقي ومهما بدا لنا أن أستانا قد أخفقت، وأن سوتشي قد وئدت فيبدو أن ماء كثيرا يجري تحت طبقة الثلج المتجمد. ويوم ستنجز هذه الاتفاقات ربما يقال للذي يقف أعلى السلم ليدهن السقف تمسك بالفرشاة جيدا فقد قررنا سحب السلم من تحت قدميك!! وبينما كان حيدر عبد الكافي وحنان عشراوي يناضلان بجد في مدريد، كان فريق أوسلو قد قضى ومضى...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 962