ويل للعالم من ازمة دواء قادمة طاحنة ......!!

ابو جاد سعد الدين

قبل عامين و نيف قتل الصينيون عشرين جنديا هنديا اثر احتكاك حدودي عسكري في اقليم الهيمالايا ....ثار الشعب الهندي وطالب  بالانتقام ومقاطعة البضائع الصينية.......عندها فقط انتبه قادة الهند  ان الضحية الاولى سيكون قطاع صناعة الادوية الهندي الضخم و المهم جدا للاقتصاد هناك والحيوي جدا لتمكين الفقراء وهم جل الشعب من شراء ادويتهم....اكتشف المسؤولون ان ٧٥ بالمائة من المواد الفعالة للادوية المصنعة بالبلاد  تأتي من بكين وبسعر يكاد يكون مجانيا..حينها اختار هؤلاء طريق العفو عند ....العجز!! واكتفوا بحجب تطبيق التيك التوك .......قبل ان يتراجعوا بعد ايام بضغط من جيل جديد اضحت عقيدته الاهم هي الانترنت وتطببقاته.

ما حدث بالهند .....سيحدث بالعالم كله عندما يغلق باب التجارة بين الصين والغرب .....بكين تصدر لعدوتها امريكا ٩٠ بالمائة من حاجتها من المواد الفعالة لصناعة الابروفين الاشهر لعلاج الالتهابات وبالنسبة ذاتها من الدواء الاشهر البارستومول والذي يتناوله 52   مليون أمريكي اسبوعيا... وبنسبة اقل قليلا من المضادات الحيوية الأكثر استعمالا...!!! واشنطن وشركاتها الدوائية العملاقة اغلقت منذ عقود كل مصانعها للمواد الفعالة للادوية الرخيصة مهما كانت ضرورتها.. وشرائها من الصين باسعار زهيدة جدا مما مكن المستهلك هناك من شراء ١٠٠ كبسولة من الابروفين بسعر دولار واحد من المتاجر الكبرى ككوسكو  وعكف مدرائها على البحث وصناعة الادوية الغالية والمربحة جدا كادوية السرطان لضمان   الحصول على مكافئات سنوية بعشرات الملايين الدولارات.!!!

الأمر يكاد مشابه في اوروبا وباقي العالم رغم ان نصف اكبر ١٠ شركات ادوية بالعالم هي امريكية.. ووالنصف الآخر  سويسرية وفرنسية والمانية.

الصين تصدر للعالم كله نصف احتياجته من المواد الفعالة للادوية الأكثر اهمية للعامة باسعار مجانية او تكاد لغاية في نفس أحفاد من بنى سور الصين العظيم ......بكين منذ الان رفعت راية التهديد بعد إغلاقها لميناء شنغهاي ومصانعها بحجج واهية وبدأت معها ربما بوادر ازمات كبرى ستحيق بالعالم ومنها ازمة ستمس البشرية كلها او جلها بغلاء غير مسبوق للادوية الاهم  التي ربما ستحلق اسعارها باضعاف مضاعفة ......حينها فقط ربما ستبدا الشركات العملاقة بالعودة للاستثمار بالمواد الفعالة لتلك الادوية الهامة  حين يضمن مسؤولوها ان رواتبهم ومكافائتهم ستكون بمئات الملايين الدولارات.... ويدفع العامة المساكين المزيد من المال على صحتهم....... كما يفعلون الآن على وقودهم وطعامهم . 

وسوم: العدد 980