موقفي مما يدور حولي، في هجرتي وعزلتي ووحدتي، حتى لا يؤخذ بريء بجريرة غيره

زهير سالم*

ولا أحمل يوما على موقف لم أرتضه، ولا على قول لم أقله، وكان صمتي عن الكثير صمتَ درء مفسدة وفتنة، وليس صمتَ قبول وإقرار..!!

وموقفي الذي أرجو أن ألقى الله عليه، بعد ٤٣ سنة من السير على طريق كنت وما زلت أحتسبه، وأرجو الله فيه، وأقول للذين نسوا أولَ العهد ما نسينا ولا نُسّينا، وللذين غيروا ما غيرنا، وللذين أقالوا أو استقالوا، تمسكنا ببيعنا لا نُقيل ولا نستقيل!!

وأُشهد الله ثم الناسَ

أنني أقف على مسافة واحدة، من بشار الأسد ومن شركائه في المؤسسات الثلاث، ما يسمى الائتلاف الوطني، وهيئة التفاوص، واللجنة الدستورية..

لا أرجو فيهم ومنهم أحدا أبدا… يوليهم الله ما تولوا، وهو الرقيب عليهم، يجازيهم بما علم منهم، ونعاملهم بما نسمع ونرى.

وعلى رأس مثلث متساوي الساقين، يقف اليوم السوريون الأحرار جميعا، فيرفعون أصواتهم

اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء ويشيرون إلى بشار الاسد ولفيفه،

ونعتذر إليك مما فعل هؤلاء، ويشيرون إلى الذين غيروا وبدلوا وراهنوا وقامروا وبا عوا واشتروا.. وعلى زاويتي قاعدة المثلث يجتمع اليوم طلاب القصعة من المحتكرين لها، والطامعين فيها.

وأقر أنني لا أتكلم نيابة عن أحد، ولا أحد يتكلم نيابة عني.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله..

وأشهد أن ثورة السوريين حق..

وأن دماء شهدائهم حق..

وأن عذابات معذبيهم حق.

وأن معاناة مهجريهم حق.

وأشهد أن الله يبعث من في القبور، وأنه سيبعثنا ويسألنا عن كل قطرة دم سفكت، وعن كل حرة محصنة هتكت، وعن كل شعرة في رأس طفل مُست..

وأشهد أن غرم الناس يومئذ بغنمهم اليوم، مسئوليتهم ومكانتهم وقرارهم..

وأبرأ من كل الذين غيروا وبدلوا وانهمكوا فيما زينت لهم شياطين الإنس والجن من أقوالهم وأعمالهم وترديهم.

وأعلم أنني آوي إلى ركن شديد من ملايين السوريين الأحرار الأبرار الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، ويرجون العاقبة التي تكون للمتقين.

وأدعو كل واحد منهم أن ينعم النظر ثم يحدد موقعه الذي يلقي الله عليه. فلا فرصة ولا فوجة للتردد والمماراة،

وحين سينجح الجهد الذي يبذلون، ستتقلص قاعدة المثلث، وسيعود الناس للنداء : (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ)

اللهم اهدنا للطيب من القول، والصالح من العمل.

ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 983