من المستفيد ؟!

ياسر عبد الله

ابتليت الأمة الاسلامية بالتعصب المنهجي لفريقين من أهل السنة والجماعة، كل منهم يتعصب لمنهجه العقدي المنبثق من معين ومصدر واحد، والاختلاف هو فقط في فهم معاني بعض النصوص في جانب العقيدة، فلكل منهم  فهمه الخاص. وعلى رأسهم الفكر السلفي، والفكر الأشعري، وقد خصص كل فريق منهم صفحات  بمواقع التواصل الاجتماعي، يديرها علماء محسوبون على كلا الفريقين، ولكليهما أنصار لهم، ويتابعهم الآلاف، مهمتهم نشر القضايا الخلافية التي تتعارض مع عقيدتهم، واتهام المخالفين لهم بالتشدد والتفلت والتبديع  والتفسيق، وقد يصل الأمر أحيانا إلى التكفير ..

 

ولم يستفد من خلافاتهم سوى أعداء الإسلام والمسلمين، الذين فرحوا برعونة هؤلاء، فهم بذلك يزيدون من الفرقة واتساع الشرخ الحاصل بين المسلمين، وللأسف من حيث لا يعلم أتباعهم فهم قد جندوا أنفسهم لتنفيذ مخططات الأعداء، واستطاعوا تضييع وقت الأمة وجهدها، فوقعت الأمة في مستنقع الفتنة والفرقة والبغضاء ... ونتج عن ذلك إهمال دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وإهمال توعية المسلمين وإرشادهم إلى أمور دينهم ... وانشغلوا أيضا بذلك عن قضايا الأمة المهمة .. وتجاهلوا ما يخطط لهم أعداؤهم من محاربة دينهم ..

نناشد علماء الأمة الربانيين بمختلف مشاربهم الفكرية أن يدعوا تلك الجماعات المتعصبة ومتابعيهم لوقف تلك الحوارات العبثية التي تفرق بين المسلمين، وتذكيرهم أن تلك الخلافات اختلف عليها كبار العلماء السابقين، وقد مضى عليها قرون عديدة ولم يستطع أي طرف إقناع الآخر؛ لأن كل طرف منهم يملك أدلة تقوي حجته، وكانت بداية التشرذم لأمة الإسلام ... لذلك نناشد علماء الأمة المخلصين سد هذه الثغرة، ومطالبة هؤلاء المتعصبين بالانشغال والعمل بما ينفع المسلمين بما هو خير لهم في نهوض أمتهم بما يرضي الله تبارك وتعالى.

وسوم: العدد 1005