إصرار دول غربية على إقحام موضوع المثلية في تظاهرة رياضية بعدما كشف عن سوءتها رئيس فيفاتها

لقد كانت كلمة رئيس الفيفا أمام وسائل الإعلام العالمية  قبيل انطلاق مباريات كأس العالم  في دولة قطر والتي فضح فيها تحامل دول غربية على البلد المنظم لمجرد أنه اشترط احترام قيمه وتقاليده  كلمة كافية وشافية ، وكفى بشهادته شهادة، وهو من أهلها ، فكانت صفعة  قوية على خدها ،وغصة في حلقها لم تستسغها خصوصا عندما ذكّرها بماضيها الاستعماري البغيض، وما كان فيه من تنكيل بالشعوب التي احتلت أرضها ، وسطت على خيراتها ومقدراتها ، وأذلتها أيما إذلال ، واستخدمتها لصنع رفاهيتها وتطورها . ولو أن تلك الدول الغربية انتصحت بنصحه لأحجمت عن انتقاد غيرها قرونا تعدل القرون التي تعسفت فيها على ذلك الغير .

وإمعانا في العناد ظهر يوم أمس الفريق الألماني فوق أرضية الملعب قبيل انطلاق لقائه مع الفريق الياباني ليسجل احتجاجا ضد دولة قطر، وضد رئيس الفيفا بوضع أفراده أيديهم على أفواههم تعبيرا عن منعهم من حمل شارة الشواذ جنسيا، وكان الأجدر بهم أن يضعوا أيديهم على أدبارهم ليكون ذلك أدق تعبيرا عن الرسالة التي أرادوا إيصالها إلى العالم .

وإصرار الألمان على إقحام  موضوع المثلية  في تظاهرة رياضية، أكد أن ألمانيا هي من يتزعم باقي الدول الغربية في انتقاد دولة قطر، وذلك من أجل إعطاء انطباعا بأن تنظيمها  للمونديال كان زلة مع أنه تنظيم غير مسبوق من حيث حسن التنظيم  ، ونجاحه لا غبارعليه ، وعلى الدول الغربية الراغبة في تنظيم هذه التظاهر الرياضية مستقبلا أن تحذو حذو قطر وإلا فعليها ألا تفكر في تقديم ترشيحها لاحتضانها، لأنها لن تبلغ شأو قطر مهما حاولت ذلك .

وما يعنينا من إصرار تلك الدول الغربية على إقحام موضوع المثلية في المونديال ،وهو موضوع  مقرف يثير الاشمئزاز في النفس لقذارته هو نعيق بعض بني جلدتنا دفاعا عن هذا الانحطاط المسيء لكرامة الإنسان مقلدين في ذلك التقليد الأعمى غيرهم، وهم شريحة حاملة لفيروسات غربية  خبيثة مهددة لقيمنا الدينية والخلقية ، ولهذا فالمشكلة بالنسبة إلينا ليست الدول الغربية العلمانية التي تريد عولمة قيمها  المنحطة تماشيا مع استكبارها بسبب تفوقها المادي والتكنولوجي بل المشكلة هم من يعيشون بين ظهرانينا، ويحملون أسماء كأسمائنا، ولكن ولاءهم للغرب، وعداءهم لديننا، وقيمنا ، ولخصوصيتنا الثقافية  ، وإنهم ليهرّبون كل قبيح غربي إلى بلادنا تحت شعارات زائفة  قدعلّمهم إياها الغرب الذي يستخدمهم ،ويمولهم ، وهم طوابيره الخامسة المبثوثة بيننا من أجل تسويق  قذارة دعارته، وتهتكه، واستهتاره بالقيم الأخلاقية السامية التي أنعم بها علينا المولى جل وعلا والتي بها كنا خيرأمة أخرجت للناس  ، وكنا الأمة الشاهدة على الناس .

ومهما يكن الفائز بكأس العالم ، فإن الفائز الأكبر هو دولة قطر التي شرف موقفها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لأنها لم تنبطح، ولم ترضخ بل ثبتت ، وصمدت ، وعزّت ، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .

وسوم: العدد 1007