الغابات لتحييد الكربون في السياحة

بنيامين يوخنا دانيال

تغطي الغابات نحو ( 30 % ) من مساحة اليابسة على سطح كرتنا الأرضية مقابل ( 60 % ) قبل عدة الف من السنوات , علما ( 10 – 15 ) في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم مرتبط بإزالة و تدهور الغابات وفقا للمصادر العلمية . و على المستوى الوطني تسببت إزالة و تدهور و تقليص مساحة الغابات في ( لام دونغ ) في فيتنام من ( 700,363 ) هكتار إلى ( 565,317 ) هكتار في انبعاث ما مجموعه ( 57 ) مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون . و يعرف عن الغابات أيضا بأنها جزء حيوي و مهم من دورة الكربون في الطبيعة , و ينظر إليها على أنها ( مستودعان ) أو ( مغاسل ) أو ( معازل ) أو ( مصائد ) للكربون إلى جانب المحيطات و نظم الأرض . , و ذلك لدورها الكبير في امتصاص و خزن و تحييد و توازن غاز ثاني أكسيد الكربون . و هو الأخطر بين أنواع غازات الاحتباس الحراري , و قد ازداد تركيزه في الغلاف الجوي من ( 280 ) جزء من المليون إلى ( 390 ) جزء . و تعتبر الغابات الاستوائية أكبر مستودع للكربون على وجه المعمورة , لامتصاصها و خزنها ( 15 % ) من غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن مختلف الأنشطة البشرية , و بما يعادل ( 1,3 ) مليار طن سنويا . و لو أخذنا الغابات في الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال لوجدنا أنها تمتص و تخزن سنويا من ( 10 ) إلى ( 20 ) في المائة من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن حرق الوقود الاحفوري في البلاد بأنواعه . و عليه يتم التعامل مع الغابات كأدوات مثالية لتحييد الكربون في السياحة و السفر . و ذلك بالعمل على الاستخدام المستدام للموارد البيئية و الثقافية التي تزخر بها , و التشجيع على نشوء و تطوير أنماط السياحة المستدامة فيها من جهة , مثل السياحة الايكولوجية و السياحة الايكوثقافية و سياحة تصوير الطيور و الفراشات الملونة و سياحة مراقبة و مشاهدة الحيوانات البرية . و قيام أصحاب المشاريع السياحية و السياح بدعم و تعضيد مشاريع المحافظة على الغابات و توسيعها , و ترميم و إعادة تشجير المتضررة منها من جهة ثانية . و يتم ذلك بشراء أرصدة الكربون المتوفرة في السوق الطوعية للائتمان الكربوني من قبل أصحاب المشاريع , أو قيام السياح طوعا بدفع رسوم معينة , تستخدم في إنشاء و تطوير المشاريع المعنية بتوازن و تعويض و معادلة الانبعاثات الكربونية في بعض الدول التي تفتقر إلى هكذا مشاريع . و منها مشاريع توسيع الغابات و إعادة استزراع المتضررة منها لأسباب عديدة , و بطرق مختلفة , كالازالة و التجريف و الحرائق الطبيعية . مثل مشروع محمية ( تامبوباتا ) الوطنية في حوض الامازون و منتزه ( باهواجا – سونين ) الوطني في جنوب شرق بيرو بمساحة ( 573,299 ) هكتار من الغابات المطيرة الزاخرة بأنواع النباتات و الطيور و الثديات و الزواحف و الأسماك و الفراشات و التنوع الحيوي و النظم الايكولوجية المتميزة . و ذلك بهدف حماية ما تبقى من الموائل الطبيعية الحرجية , و تنشيط النظم البيئية , و خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المتأتية من الازالة العشوائية و المفرطة للغابات من خلال قطع الأشجار و حرقها , و بمقدار ( 454,827) طن متري تقريبا من مكافىء ثاني أكسيد الكربون سنويا , أي أكثر من ( 4,5 ) مليون طن من مكافىء ثاني أكسيد الكربون خلال عشر سنوات تنتهي في 2020 . أما كوستاريكا فقد أعلنت حكومتها في عام 2007 عن خطتها لجعل البلاد محايدة الكربون بحلول عام 2021 من خلال العناية بالغابات التي تشغل مساحة ( 2,605,000 ) هكتار و بنسبة ( 51 ) من المساحة الكلية للبلاد بحسب منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) , علما بلغت انبعاثات الغازات الدفيئة فيها عام 2002 نحو ( 5,8 ) مليون طن متري , و ذلك باتباع جملة من الإجراءات . و منها فرض ضريبة طوعية على الشركات السياحية و السياح أنفسهم لتعويض الكربون , و تستخدم إيراداتها لتنمية و تطوير الحدائق الوطنية و المحميات البيولوجية و موائل الحياة البرية لدورها الريادي البين في تحقيق هذا الحياد الذي بات مطلوبا و على نحو ملح . و أيضا مشروع حماية و تنمية الغابات في وادي ( ييدا ) على طول بحيرة ( اياسي ) في تنزانيا الذي أطلق في عام 2012 بهدف امتصاص و تخزين نحو ( 130000 ) طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا . و مشروع حماية الغابات في مقاطعة ( اتشيه ) في اندونيسيا الذي طورته شركة ( كوبون كونسيرفاتيوم ) الألمانية , و يهدف إلى حفظ و حماية مساحة ( 750000 ) هكتار من الغابات من انبعاثات الكربون و على مدى ( 30 ) سنة .

---------------------------------------

للمزيد من الاطلاع ينظر ( السياحة منخفضة الكربون : مقالات و بيبليوغرافيا ) للباحث , مطبعة بيشوا , أربيل – العراق 2017 .

وسوم: العدد 1013