مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي نجح دعائيا وفشل عمليا

م. هشام نجار

مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي نجح

دعائيا وفشل عمليا

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء..

عندما يضع الحاكم نصب عينيه ان يستثمر مؤتمرا إقتصاديا او سياسيا لصالحه من اجل تثبيت حكمه.. فإن نتائج المؤتمر الفاشلة تسبق الإستعدادات له او كما يقال " المكتوب باين من عنوانو."

المؤتمر كان تظاهرة إقتصادية ولكن مع الأسف اوحى للجميع ان مصر العريقة هي بقايا دولة تحتاج لكل شيئ .. وهذا امر مؤلم جدا لدولة عريقة خذلها حكامها من اجل ان يجلسوا على كرسي الحكم أطول فترة ممكنة . فكل مايرمي اليه المؤتمر هو محاولة لإعادة تأهيل حاكم لا أكثر ولا أقل وهذا هو اقصى ما يطمع به حكامنا في دول عربية عديدة اهمها سوريا.. 

فحكومة النظام السوري المجرم تتكلم اليوم عن بناء سوريا التي دمرها المجرم عن بكرة ابيها وتريد هذه الحكومة ان تقنعنا ان شركات إيرانية وروسية في طريقها لاعادة البناء بمئات المليارات من الليرات السورية مستغفلين عقول أبناء الشعب السوري وخاصة المهندسين الذين يعرفون تماما ماهي الخطوات التي تسبق كلمة بناء وخاصة في وطن مدمر.

وكذلك يفعل السيسي.فقد دعا لمؤتمر شرم الشيخ حضرته شركات عديدة بعضها ذات سمعة متميزة وحضورها للمؤتمر هو من قبيل تكريم لها . وشركات صغيرة تبحث عن أعمال .

تابعت الى حد ما بعض نقاشات المؤتمر من زاوية إختصاصي وخبرتي الطويلة في محطات توليد الطاقة حيث تأمل شركة اكوا باور السعودية والتي تأسست بأواخر التسعينات والتي حضرت مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ان تحصل على موطئ قدم في مصر . كان النقاش يتكلم عن تأسيس عدة محطات لتوليد الكهرباء بقوة إجمالية 4000 ميغاواط..احدى المحطات ستعمل على الفحم.

تأملت النقاش كخبير في محطات توليد الطاقة وبنظرة حيادية متفحصة وجدت ان كل ما قيل من كلام حول هذا الموضوع هو مجرد عمل دعائي يشبه تماما اقامة سد مائي في منطقة ليس فيها نهر ولكن سيتم إستجرار النهر الى منطقة السد من منطقة اخرى لتفعيله. وكذلك اقامة مشاريع على الفحم .

ومن ناحية اخرى ومع احترامي لشركة اكوا باور والتي إستدانت مبلغ حوالي400 مليون دولار لتنهي مشروعا في السعودية هي غير قادرة على بناء محطات طاقة بسبعة مليارات دولار..

الأمور غير مفهومة ..فمن محطات تعمل على الفحم الغير متوفر حتى في محيط مصر الى مشاريع بمليارات الدولارات.. كلام لايمكن ان يطبق عمليا الا من باب حبوب الأسبرين المسكنة والتي أعطيت سابقا لأفغانستان وغزة ودول أخرى بعد حروب مدمرة ولم تطبق حتى الآن إلا جزئيا ..وفي إجتماعات مشابهة خرجت جميعها بخفي حنين.

باختصار: ذكرني هذا المؤتمر بمؤتمرات في قاعات فنادق فخمة في نيويورك لشركات يفوق عددها المائتين كل شركة تحجز طاولة مع خبراء و نشرات فنية منشورة على الطاولات امامهم كومبيوترات تعرض على شاشات صغيرة نشاط كل شركة ، كل ذلك كي تستقبل هذه الشركات المهتمين بالحصول على وظائف بالجلوس امامهم ومناقشتهم في سيرتهم الشخصية فترى حشودا كبيرة بالدور امام الشركات تقدم خبراتها عساها ان تحصل على وظيفة . ولكن في النهاية تجد ان الموضوع ليس اكثر من دعايات للشركات نفسها وان عدد الذين حصلوا على وظائف في نهاية يوم طويل لايزيد عن العشرات..

كلنا يريد ان يرتاح الشعب المصري من متاعبه.

ولكن غاية السيسي وعصابته غير ذلك فلايوجد شركة محترمة تبني فندق خمس نجوم قرب بركان نشط قد يدمر في اي لحظة ...فكل ذلك لايعدو عن برنامج تلفزيوني شيق ليقنع به شعبه.

متى تدرك الشعوب حقيقة هؤلاء الحكام. ومتى يدرك هؤلاء الحكام ان خداع الشعوب قد يستمر لفترة محدودة ثم ينقلب السحر على الساحر.

تحياتي لشعب مصر العظيم.