"بانيه"!!

زهير سالم*

"حتى يعلم يهود أن في ديننا فسحة"

كان ذلك بعضَ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعليقا على إنكار عمر رضي الله عنه، على جاريتين كانتا تغنيان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد…

ويضم شراح الحديث إلى الرواية، روايةَ لعب الحبشة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحراب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشجعهم، ويقول دونكم يا بني أرفدة. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمح لأمنا عائشة أن تنظر إليهم، وتتابع لعبهم، وأسند ذقنها على يده، وترك لها أن تديم النظر حتى قالت: اكتفيت..

استحضرتُ شخصيا كل تلك المعاني، وأنا أقرأ رسالة سيادة الرئيس ووزير خارجيته وهما يلعبان كرة السلة "البانيه" بين يدي زيارتهما للرئيس ما كرون..

لو كان الرئيس الفرنسي لاعباً، هل كانا سيدعوانه إلى ماتش!!

وأعود فأقول:

حتى يعلم العالم أن في ديننا فسحة وسعة..

وأننا بشر نأمل ونألم، ونبكي ونضحك، وأننا نشارك هذه الإنسانية التي حرمت شعبنا على مدى سبعة عقود من كل مشاعر الفرح الصادق النبيل..!!

وأسمع بعض من حولي يصنفون "قيمة الفرح" في الميدان السلبي المسخوط، ويتكئون على قول قوم قارون لقارون: (لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) وينسون (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ..)

كانت رسالة لعبة الكرة واضحة لمن يحب أن يقرأها!! وبلسان فهد بلان أعيدها هذه المرة:

حنا للسيف.. للسيف..

حنا للضيف .. للضيف

حنا للكيف.. للكيف

حين تنفي عن نفسك إثم الوقوع في الخبائث، يسألك بعض الناس: فلماذا تعيش إذن ؟؟!!!

ونجيب:

(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَات لقوم يعلمون)

كانت الرسالة مرسلة إلى العديدين، أحدهم في الإليزية وما حوله ومن أمامه ووراءه..

والثانية للذين قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم:

أقوم وأرقد، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء.. فمن رغب عن سنتي فليس مني!!

والثالثة للذين نسوا من كتاب الله قول الله تعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ...)

والرابعة ضمن رسالة أبي نواس..

لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا

فإن حظركـــــــــــــــــه بالديــــــــــــــــن إزراء

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1125