إنما الحياة الدنيا صراع بين الحق والباطل .. وبين العدل والظلم

مجدي أحمد حسين

يحاول أن يجذبنا البعض فى هذه الدنيا بعيدا عن جوهر الحياة ويرتدون لباس الحكمة والتحليل السياسى ، يحاول أن يقنعك بأن تسير خلف الباطل لأنه قوى أو أقوى منك وأكثر ذكاء ، وأن تكون عبدا للباطل هو ذروة الحكمة .

نحن كأمة واحدة مصرية – عربية اسلامية نواجه عدوا واحدا الصهيونى الأمريكى يسلخ جلدنا ويقطع لحمنا ويأكلها ويستمتع بشرب دمائنا . وهذه ليست صورا خيالية من قبيل الاستعارة والكناية ، لا فهم فى تاريخهم يحبون أكل لحوم أعدائهم والتجارة فى أعضائهم . وقد قرأت كثيرا من مراجع أوروبية كيف كان الانجلوسكسون يأكلون لحوم سكان أمريكا الأصليين ويزينون صالوناتهم بعظامهم ويصنعون غليون الدخان من عظامهم ويضعون الدخان فى أكياس جلد – عذرا ومن أجل الدقة – من خصياتهم . ويغتصبون نسائهم قبل قتلهن .

من الخسة والنذالة أن يتحدث بعضنا عن الصراع الاسرائيلى الفلسطينى وكأننا لسنا طرفا فيه وأن أقصى ما نفعله أن نكون واسطة للمصالحة بينهم ، مصالحة الأسياد مع العبيد . فالفلسطينيون عليهم أن يسلموا سلاحهم أمام عدو يتسلح بالنووى ويهدد دوما باستخدامه ، بل يستخدمه فعليا بالتقسيط .

هذا الكيان الغاصب الذى جاء متحالفا مع الغرب جاء ليسود المنطقة المتوسط من العالم وتمت بلورة هذا التحالف تحت شعارات متتابعة : الشرق الأوسط الجديد – الحضارة اليهودية المسيحية – بالمعنى الصهيونى – التمهيد لمعركة هيرمجدون والتى تعنى إبادة جميع المخالفين لعقيدة الألفية السعيدة التى يحكمها المسيح العائد مع 144 ألف من اليهود والمسيحيين المؤمنين به .

إن التصدى للمشروع الأمريكى الصهيونى هو ضرورة حياة ومصير وبقاء ووجود بأى معيار تختاره : وطنى – قومى عربى – اسلامى – مسيحى – اشتراكى – انسانى . فلايمكن أن يحدث لما يحدث فى غزة على مرمى حجر من بلادنا ونتفنن من الأعذار كى نقول لا علاقة لنا بالأمر أو لا نستطيع أن نفعل شيئا . بينما يتم التمثيل بجثث الأحياء والأموات على حد سواء أغلبيتهم الساحقة من النساء والأطفال أمام أعيننا على مدار 20 شهرا . وقد أمتد هذا الموقف من قبل ومن بعد على الضفة الغربية ، وفلسطين المحتلة عام 1948 والتى يقتل من سكانها مواطن عربى واحد أو اثنين كل يوم من خلال جرائم عنصرية لا يتم القبض على مرتكبيها أبدا . وامتد هذا الموقف إلى لبنان وسوريا واليمن ولا تستبعدوا السودان أبدا . فهذا نزاع بين حزب الله واسرائيل وذاك صراع بين اسرائيل وبين الوجود الوطنى السورى ، فنظام الأسد سقط وانتهى والنظام الحالى يسعى للتطبيع ومع ذلك تنتهك أرض سوريا كل يوم ويتم إلحاق مزيد من الأراضى بالاحتلال . ولكنها مشكلة سورية اسرائيلية . والسودان مشكلة سودانية وهى فى الحقيقة مشكلة المطبعين السودانيين المنقسمين على أنفسهم ومع فريق منهم الامارات الصهيونية .واليوم نحن أمام تفريعة جديدة : مشكلة بين إيران واسرائيل . وكلكم ستخسرون حكاما ومحكومين إذا واصلتم هذا الخداع للنفس واللعب مع الشيطان .

اليوم نحن أمام فرصة لمراجعة النفس ، بل لإنقاذ النفس وأن نقف جميعا مع إيران وأن نقف جميعا مع غزة وفلسطين و اليمن والعراق ولبنان وشعب سوريا وأن نقف جميعا معا .. أن يقف كل شعب عربى مع نفسه ومع باقى الشعوب العربية كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى . وإذا كنا فعلنا ذلك من الأول ما حدث كل ما تعرضنا له خلال الشهور الماضية وكل السنوات السابقة . لقددعوت فى الشهور الأولى التى أعقبت طوفان الأقصى إلى اعلان حرب تحرير فلسطين دون أن يكون معنى ذلك الاستمرار فى الحرب حتى تحرير كامل فلسطين ، ولكن لتتوقف الحرب عندما نكسر العدو ونجبره على قبول وقف إطلاق النار بدون أن يحقق أهدافه حتى وإن كان ما تحقق هو مجرد إعادة تحرير غزة . كان هذا الشعار يعنى أن يفتح الجميع النار من كل محور المقاومة فى سوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن مع فلسطين مع استمرار مطالبة الآخرين بالانضمام . ولكن هذا لم يحدث واستفرد العدو بكل طرف على حدة .

والآن أعود فأدعو الجميع إلى الوقوف مع إيران بالكلمة والاعلام والمسيرة والوقفة والدعاء ولكل من يستطيع استخدام القوة المسلحة ضد العدو الصهيونى الأمريكى الذى يستهدف إذلالنا جميعا أن يتقدم .

هذه المرة ليست ضربة بضربة بل نزال مستمر حتى كسر الطرف الآخر .

الآن تتوارد الأنباء عن سقوط الصواريخ الايرانية فى تل أبيب والقدس الغربية وسائر فلسطين المحتلة عام 1948 .

ولنكن جميعا على قلب رجل واحد وإذا كسرنا الاسرائيلى سنخرج جميعا فائزين بإذن الله .

وسوم: العدد 1128