مشروع إنقاذ الأمة

أحمد الجمال الحموي

أحمد الجمال الحموي

أوجه هذا الكتاب الى بعض حكامنا وليس كلهم .لأن   بعضهم الأخر ميؤوس منه .وهذا ما دفعني ان اخاطب من يجري في عروقه من العروبة والاسلام دماء  ومن في وجهه من الحياء بقية ماء  

أناشد الذي لم ننفض أيدينا منه بعد ان طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ان يهبوا لإنقاذ الامة  من براثن الروافض الذين يؤذون امتنا بصفاقتهم وكلامهم المتبجح الوقح صباح مساء هذا بعد كل ما فعلته وتفعله جيوشهم واوشابهم من تلويث بلادنا بقذارتهم وتدميرها حيث لم يكتفوا بتدنيس لبنان بل تمادوا فاتبعوها بتدنيس سورية والعراق واليمن  ولا يزال تغولهم مستمرا حتى لكان جشعم يطمح الى ابتلاع بلادنا كلها وذبح شعوبنا بسكاكين خنازيرهم المنفلته في بلادنا الطاهرة  اما غيرنا من اهل الارض فلهم من الروافض الامن والسلام

فهل سمعتم مثلا ان ايران الرافضية الصفوية حاولت فتح الهند او السند او روسية  او حركت على  الاقل اذنابها هناك للسيطرة على تلك البلاد ؟  لم يحدث هذا ولن يحدث . وما ذاك إلا لأن احقاد المجوس من الفرس منصبة على امتنا حصرا   وجميع ملل الارض لهم من المجوس المودة والوئام 

هل تعلمون يامن لديكم غيرة على هذه الامة من حكامنا  ان اكباد شعوبكم تتفتت  وان قلوبهم تتمزق حنقا من اجتياح ايران لبلادنا بوقاحة قذره يشجعهم عليها امران   اولهما صمتكم    وتخاذلكم   وثانيهما اتفاقاتهم السريه مع الصليبين واليهود على تدمير بلادنا واقتسام الغنائم           

ان ايران تعمل بلا كلل لزيادة قوتها العسكريه وتطويرها بتجاهل علني من الغرب ودعم سري منه   ولا تتوقف ايران لحظة عن مد اتباعها واذنابها الذين يعيشون بيننا ونسميهم مواطنين ليكون عملهم بتعليمات من ايران طعنا لنا في القلب والظهر والسعي الدؤوب لسرقة بلادنا وتقديمها لقمة سائغة لسادتهم في ايران    اما فضائيات ايران والعراق فهي تنبح ليل نهار لشحن شيعة العالم بالحقد والكراهية والاندفاع في ذبحنا بتلذذ  منقطع النظير

وبالمقابل ماذا تفعل بعض دولنا     انها تهدر الاموال الطائلة على احتفالات راس السنة والمهرجانات المائعة وسباقات الخيل والابل والرياضة النسائية واللهو والرقص والمجون  وشراء الاسلحة  نعم لكنها الاسلحة القديمة التي لايعرف الغرب كيف يتخلص منها  ومع هذا كم نتمنى ان تستخدم هذه الاسلحة على علاتها لحماية البلاد والعباد   لكنها لا تستخدم الا لقهر الشعوب وقتل المعارضين وترسيخ الفساد

وعلى الرغم من هذا الواقع الكئيب فانه لايزال امام الامة متسع من الوقت ان كنا جادين في المحافظة على هويتها ووجودها

وليكن واضحا ان ايران تبالغ في تسويق نفسها وتخويف الاخرين منها واعطاء صورة مرعبة عن قوتها وتستخدم باطنيتها المعهودة في اعلامها لارهاب حكامنا وشعوبنا حتى لقد انخدع كثيرون بهذا التهويل وظنوا انها قوة لا تقهر وان مواجهتها ضرب من المحال  ومن المفارقات الطريفة ان بعض الاعلاميين الغربيين وبعض ساسة الغرب يساهمون في هذا التضليل لبث الرعب وتمرير المؤامرة علىينا 

اعلموا يا بعض حكامنا انه كلما زاد خوفكم من ايران زادت جراتها عليكم واحتقارها لكم وتماديها في استعماركم   وكلما تاخرتم في مواجهة هجمة المجوس البربرية كشروا اكثر عن انيابهم وطالت مخالبهم وعظم خطرهم واذاهم 

نرجوكم يا بعض حكامنا ان تبادروا الى انقاذ الامة قبل فوات  الاوان ومن يتردد في هذا او يحجم عنه فان الله وملائكته والناس اجمعين سيصبون لعناتهم عليه الى يوم الدين  ولكن ماهو الحل   ان اول الحل وجوهره في مصالحة سريعة وصادقة مع الاسلام الذي تعتنقه شعوبكم والذي هو هويتكم وتاريخكم ومع الاسلاميين الذين هم روح شعوبكم وعقلهم وقلبهم 

واظن انكم تعلمون ان الاسلاميين اهل صدق ووفاء فلا خوف ان يغدروا وليس الغدر من شيمهم بل الخوف ان تغدروا انتم بهم كما فعل بعضكم مرارا  وكما لا يزال يفعل حتى الان   وانكم ايها الحكام ان احسنتم معاملة الاسلاميين فسوف يبادلونكم احسانا باحسان ثم في الوقت نفسه لن تجدوا فئة اخرى قادرة على قيادة الشعوب وتحريك عواطفها  ودفعها في طريق الجهاد والدفاع عن الامه كهذه الفئة  وان موقفكم من الاسلاميين ادى الى خسارتكم وخسارة الامة اعظم قوة تحرس الاوطان وتحمي البلدان  حتى لقد اشغلتكم عداوة الاسلاميين عن مجرد التفكير باشادة البنيان ورد العدوان  وبعد هذا ما معنى ان يقتل بعضكم الاسلاميين في الشوارع والمساجد وان يغيبهم في السجون بينما الفاسدون والخونه والعاهرون طلقاء يسرحون ويمرحون ويمسكون برقاب الامه ويضيعون عزتها وكرامتها 

انني على يقين انكم لوعاملتم الاسلاميين كما تعاملون الفسقة والخونة والعلمانيين لوجدتموهم اعظم عون لكم واقوى مدافع عن امتهم وعنكم 

انه لمن المخزي حقا ان بعض حكامنا يهمسون في اذان سادتهم الغربيين الا يهتموا بما يتيحونه للشعوب من طقوس فهي مجرد مظاهر مضبوطة مراقبة ويؤكدون لسادتهم انهم اعداء ألداء للاسلاميين  وانما يفعلون هذا طمعا في حماية الغرب لهم لكن الواقع ان الغرب لن يحميهم من الشعوب اذا ثار بركان غضبها وسيكون مصير هؤلاء الحكام كمصير ابن العلقمي الذي قتله التتار بعد كل الذي قدمه لهم من خيانات  وهذا مصير كل خائن بعدما يستهلكه الاعداء ويستنفد اغراضه  فيا ايها الحكام ان شعوبكم هي الاحرى بحمايتكم ان حققتم تطلعاتها  وليس الغرب 

وانه لمن البلية ان تكون العلاقة بين كثير من حكامنا وبين شعوبهم علاقة اجهزة امنية وقمع لا علاقة ثقة وتقدير وتعاون  

اما الامر الثاني الذي لابد منه لانقاذ الامة من الضياع فهواسقاط نظام العميل الايراني بشار  فاذا حصل هذا انقطع الخط الاجرامي الواصل من طهران الى لبنان وضعف حزب الشيطان والطغيان وقوي اهل العراق الاصلاء  على حساب الخونة من عملاء ايران وهكذا تتغير صورة المنطقة كلها لما فيه مصلحة الامه العربيه والاسلاميه  

والامر الثالث لانقاذ الامة هو اعادة الشرعية الى الحكم في مصر ورفع الظلم الفادح عن الشعب المصري وقادته الحقيقيين  لتاخذ مصر دورها العظيم في حماية الامة لا في الدفاع عن اسرائيل 

انه مالم تتحقق هذه الامور فان امتنا مهددة بالدمار فهل ستكون مصلحة الامه عند المخلصين من حكامنا مقدمة على المصالح الضيقة والانانية القاتلة ام لا   والى متى ستستمرون في الاعتماد على العلمانيين وقد راينا ورايتم ما اجترحه هؤلاء من اثام وما جروه على الامة من هزائم ونكسات افلا تكفي عقود من التجريب وهل ثمة حاجة لتجريبهم بضعة عقود اخرى 

نرجوكم يا بعض حكامنا ان تنقذوا الامة من استعمار ايران الرافضية المجوسية وان امتكم تناديكم وتستغيث بعد الله بكم  فهلا راينا منكم نخوة المعتصم      

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون"  

احمد الجمال الحموي 

.نائب رئيس جمعية علماء حماة سابقا 

.عضو مؤسس في رابطة ادباء الشام

.عضومؤسس في رابطة العلماء السوريين

.عضوالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين