إبطال تخرصات[النتن-ياهو] على الحاج أمين الحسيني

عبد الله بن خليل شبيب

الإرهابي [ النتن- ياهو] –في خطابه في المؤتمر الإرهابي الصهيوني الذي عثد في شهر تشرين الأول الماضي-.. [سًلًح] على المجاهد الأكبر الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين رحمه الله ..ومشعل ثوراتها وقائد مجاهديها ؛ واتهمه بأنه أوحى إلى هتلر أن يحرق اليهود .. فكانت [الهولوكوست] المزعومة!!

    ولقد أثارت[ افتراءات النتن] ردود فعل كثيرة ورفضها ونفاها كثيرون - منهم مؤرخون يهود !..

   نُقل عن هتلر قوله:" كان يمكنني إبادة اليهود كلهم .. لكني تركت منهم عينة ليعلم الناس لماذا يجب إبادتهم"!

 .. ولعل في هذا القول مبالغة – إذا صح- وما نظنه بصحيح.. حيث كانت مأساة اليهود في ألمانيا [ مبرمجة ومنظمة ومتفقا عليها بين الصهيونية وبين [الجستابو النازي].. كما وثق التاريخ الذي لم يثبت وجود محرقة أصلا ..إلا أفران كانت تطهر فيها ملابس الأسرى من التيفوس [ داء القمل] وغيره!

لقد ذكر العقاد في كتابه [الصهيونية] أنه كان للوكالةاليهودية مكتب في بليم[ 10 شلرع شتراوس] يقومعليه اثنان منأساطينالصهاينةالذين أشادت بهم مراجعم وموسوعتهم!..هما [ يلر جلعاد – وبينو]!..وكانالصهالينة ينسقون اضطهاد اليهود ..مكعالجستابو الألمكاني .. ليقوزمك بالتنكيل ببعضهم ليهرفب الآخرون إلى فلسطين!!وليقتنعوا بالهجرة غلى مكان آمن !..ولطالما فعل اليهود مثل ذلك ..وآذوا يهودا مثلهم في سبيل تنفيذ مخططات الصهيونية المجرمة ومؤامراتها !

..وعلى كل..كان من الطبيعي أن يعامل هتلراليهود بقسوة بالغة – كما كان يعامل كثيرا من الألمان ومن غيرهم ..ومن السلاف والغجر ..إلخ – انسجاما مع نظرية النازية العنصرية وشعار [ ألمانيا فوق الجميع ] الذي كان يرفعه ويفاخر به !!

  أما اليهود خاصة فقد وقفوامع أعدائه [الحلفاء]..ولذا كانوا معادين لألمانيا ودول المحور حلفائها!!..تماما كما كان الأرمن [طابور خامس] في الدولة العثنمانية يطعنونها من ظهرها -..ويتعاونون مع عدوها الذي تشتبك معه في حروب[روسيا].. فكان من الطبيعي ان تعاملهم بحزم وقسوة..ما داموا يتسببون في قتل جنودها ويتجسسون عليها لصالح الروس ..وتلك [ خيانات عظمى] جزاؤها القتل في كل الشرائع والقوانين!!!

.. نعود إلى موضوع ( النتن ياهو والمفتي)..!

عدا عن أن النتن لم يبرز أية وثيقة تؤيد مفترياته الحاقدة الكاذبة .. فقد كشف الأستاذ نبيل عودة عن وثيقة تاريخية قيمة وقديمة .. تجبه النتن ..وتصفعه في وجهه وتثبت كذبه وتدحض افتراءاته !

وتلك الوثيقة (مقابلة للأستاذ كامل مروة الصحفي اللبناني مؤسس(جريدة الحياة ) التي تصدر الآن في لندن – وكانت تصدر في بيروت ..أجرى كامل مروة مقابلته مع الحاج أمين الحسيني في ألمانيا سنة 1945 .. قبل أن يدهم الجيش الأحمر السوفياتي برلين بقليل!..

..ويتبين من المقابلة ما يلي :

1-  أن الحاج أمين الحسيني لم يمكث في مقابلته مع هتلر إلا 3 دقائق فقط- ربما لالتقاط الصور – ليستعملها المحور في دعايته ويكسب العرب والفلسطينيين الذين كانوا ميالين له ..- على الأقل من قبيل( عدو عدوي – صديقي)!

2-  الحاج أمين الحسيني كان محجوزا في ألمانيا ..وكان تحت ما يشبه الإقامة الجبرية؛ ومعدودة عليه كل خطواته ..وأنفاسه مرصودة ..وقد كانت هنالك [ مفاوضات] لفك أسره والإفراج عنه!!

3-  المفتي رفض طلب المحور بالقيام بثورة لصالحهم – خلف خطوط الحلفاء واليهود في فلسطين .بالرغم من الإغراءات بالإمداد السخي بالرجال والمال والسلاح!!

4-  المفتي كان واعيا بالصراع بين المحوروالحلفاء ..ورفض الانحياز لأي منهما ..لأنه يعلم انهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم..وربما اعتبر بما حصل لسلفه الشريف حسين بن علي في الحرب العالمية الأولى ..وغدر الانجليز به!!وكذبهم عليه !!

5-  كان المفتي يريد التعامل مع قوة تنصره وتتعامل معه ومع قضيته بندية ..وليس فقط لاستعماله كورقة ثم حرقه .. كما يفعلون دائما ..ولا يزالون!

6-  كان الشيخ واعيا ويريد أن يكون مستقل القرار لا تابعا لأحد ولا مستقطبا لمصالح الآخرين ..!

7-   لم يكن هنالك تعاون جدي بين ألمانيا والحاج أمين – كما ظن البعض ..وحمل اليهود عليه في أدبياتهم وإعلامهم حملات شعواء وكانوا يسمونه [الشيطان الأكبر] – كما روى لي زميل كان يقابل بعض باحثيهم في مكتبات لندن  خلال بحوثه لإعداد الدكتوراة!

9-  المفتي يحارب خصمه حربا شريفة ..ولا يمكن أن يكون مثل النتن وعصاباته ولا ينحدر إلى مستواهم و أخلاقياتهم العنصرية الغادرة ..ولكن النتن وأشباهه ينظرون إلى الأمور بعين طباعهم ونفسياتهم الحاقدة السوداء ..ولا يتعاملون مع الآخرين إلا بالكراهية والتعالي والأنانية ! ولا يتصورون أن يكون هنالك خصم شريف في الخصومة لا يغدر ولا يكذب ولا ينقض العهود ..ويرحم الضعفاء والمستضعفين.

10-                 وأخيرا نذكر النتن ..أن دين المفتي وقرآنه ( كتابه المقدس) وقف مع اليهود ضد ظالميهم ..واعتبر فرعون الذي كان يظلمهم رمزا للطغيان والظلم والشقاء ..وشن عليه حملات شعواء!!!

مقابلة صحفية نادرة في برلين مع مفتي فلسطين (عام 1945) 

الصحفي اللبناني كامل مروة يلتقي المفتي في برلين

المفتي محتجز في برلين

يروي كامل مروة انه كانت تجري مفاوضات (طبعا مع نظام هتلر) من اجل الإفراج عن الحاج أمين الحسيني وهو الأمر المفاجئ جدا، الذي يعني بوضوح ان المفتي كان تحت الحراسة في برلين.

يروي كامل مروة في تقديمه للقاء ان المفتي كان يقيم في منزل بشارع "غوته – 33" بحي تسالندروف القريب من قلب العاصمة برلين.

عندما التقاه كامل مروة أمطره بالأسئلة حول ما كان يحيكه خصوم المفتي ضده، المفتي رفض الاسترسال بالحديث هامسا لكامل مروة ان للجدران عيونا وفي الزوايا أرصاد ورقباء وطلب تأجيل الحديث إلى وقت آخر، ودعاه إلى غابة قريبة، لكن كان يرافقهما حارس عريض المنكبين جلس بجانب السائق الذي اقلهما إلى الغابة ولم يفارقهما إطلاقا، قال المفتي لكامل مروة بهمس مشيرا إلى الحارس "اخفض صوتك، فهو يعرف اللغة العربية كأحد أبنائها، وهو مكلف من الحكومة الألمانية بحمايتي في الحل والتنقال".

سأله كامل مروة: ممن يريد حمايتك؟"

أجاب المفتي:" ما لنا وله.. دعه يؤدي واجبه كما يريد ويريدون... المهم ان تعرف أن للسيارة ، كما للبيت، عيونا وآذانا وأن تأخذ حذرك"

كتب كامل مروة: "أدركت مهمة "الملاك الحارس" فانصرفت عن الكلام غير المباح،ورحنا نتحدث عن الهواء والسماء والماء ونقارن بين نسيم لبنان العليل ونسيم برلين الذي يحمل زمهرير الشتاء إلى قلب الربيع". كان المفتي يستعيد ذكرياته ( عن لبنان) ويردد:"ترى أتعود يا كامل ؟ أتعود ؟" (طبعا القصد إلى لبنان)

المفتي: رفضنا طلب ألمانيا بضرب الحلفاء من الوراء

يروي كامل مروة انه والمفتي ترجلا من السيارة وتوغلا في غابة "شارلوتنبورغ" وطبعا ترجل معهما "حارسنا" حسب تعبيره ويضيف:" كان يسير وراءنا فتارة يصبح أتبع من ظلنا، وطورا يتخلف عنا بضعة أمتار". وبدأ المفتي يروي:

-" تسألني عن موقف الألمان منا وموقفنا منهم.. وتستفسر عن مدى التعاون القائم فيما بيننا وبينهم. يجب ان تعلم أولا وأخرا انه ليس ثمة تعاون جدي فيما بيننا وبينهم، فالوقائع الخفية شيء والمظاهر شيء آخر... وإذا كان قد تعذر علينا ان نتعاون معهم فذلك لأنهم أرادوا من وراء هذا التعاون خدمة مصالحهم وحدها، شانهم شأن جميع الأجانب. خذ القضية اليهودية مثلا على ذلك... إنهم يعرفون جيدا موقفنا منها،ومع هذا فإنهم ما زالوا يسمحون للألوف من يهود أوروبا الوسطى بالسفر إلى تركيا ، ومنها إلى فلسطين... ورغم احتجاجاتنا لا يزال هذا الباب مفتوحا إذ يهم الألمان ان يتخلصوا من "يهودهم" بآية وسيلة كانت. سيان عندهم ذهبوا إلى فلسطين أم إلى العالم الثاني. ولو شئنا ان نتعاون لكان من الأمر غير ما كان...فبالأمس، عندما وصل "رومل" (قائد الجيش الألماني في جنوب أفريقيا) إلى "العلمين"،جاء الألمان والطليان يلحون علينا في القيام بحركة ثورية في فلسطين، لمهاجمة المواصلات الحليفة من الوراء، ووضعوا تحت تصرفنا كل ما يلزم من رجال ومال وعتاد...ولكننا رفضنا تلبية هذا الطلب، لأننا لم نجد فيه مصلحة العرب، ولم نطمئن إلى ما يخفي تحته من أهداف خفية، ومطامع تتنافي مع أمانينا القومية..."

المفتي: لا نملك من أمرنا شيئا في منفانا

ويواصل المفتي حديثه قائلا: تسألني بعد هذا لماذا لا ننهج منهجا آخر؟ ولكن كيف السبيل إلى ذلك ونحن لا نملك من أمرنا شيئا؟ نحن المغتربين في أوروبا جنود مجهولون في خدمة القضية العربية.. هذا هو شعورنا في غربتنا، ونحن – بالنسبة إلى المقيمين في الأوطان- كالجالس على فوهة البركان في خط النار. فعلى كل منا الكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتقه

   يواصل المفتي قوله: "نحن نجاهد في سبيل بلادنا وحدها، ولسنا نقول ونحن في ألمانيا – مثلا – غير ما قلناه ونحن في فلسطين ولبنان والعراق. ولا تنس إننا لم نغادر فلسطين للاستجمام، ولا سعيا وراء مغنم شخصي.. بل غادرناها لما ضاق مجال العمل فيها إلى حيث نستطيع استئناف جهودنا ولو آثرنا الركون والتغاضي لما خرجنا من ديارنا".

المفتي: رفضنا ان نمد يدنا لأحد

يقول المفتي :"ان القضية العربية وحدة قائمة بذاتها، وقد ألقت علينا تجارب الحرب العظمى الماضية دروسا قاسية اعتبرنا بها، فعلينا ان نتجنب الوقوع في مثل تلك الأخطاء في هذه الحرب، وان نحيط قضيتنا بسياج من الحيطة ودرع من التحفظ.. وعلى هذا الأساس عملنا فعلا وعليه أيضا نعمل اليوم في روما وبرلين".

 لقاء المفتي مع هتلر ومفاوضات روما

حسب ما قال المفتي وصل إلى أوروبا عام 1941، كان في روما حيث فاوض الطليان (حكومة موسوليني) ثم انتقل إلى ألمانيا والتقي المستشار هتلر. قال:" ان الأجنبي في أوروبا أو في غيرها لا ينظر إلى العرب والى قضيتهم إلا من خلال مصلحته ، فعلينا ان نبادله هذه النظرة... بالأمس عابوا على تشرشل (رئيس الحكومة البريطانية في زمن الحرب العالمية الثانية) تعاونه مع روسيا السوفيتية وهو الذي أفرط قبلا في مهاجمتها، وان تشرشل أجاب:"أنني مستعد لأن أمد يدي للشيطان لكي أنقذ بلادي وأقهر عدوي" ويواصل المفتي قوله:" أفلا يحق لنا – نحن العرب – أن نمد يدنا إلى أي كان لإنقاذ بلادنا وقهر الصهيونية؟ نقول هذا مع العلم بأننا رفضنا أن نمد يدنا إلى أحد، إذ لم نجد يدا تصافحنا على السراء والضراء، وفضلا عن أن خطانا كانت مكتوبة علينا ولم يكن لنا الخيار في وجهتنا".

يقول الأستاذ نبيل عودة- معلقا-:

. لا بد هنا من التأكيد على ان المفتي لم يتعاون مع هتلر إطلاقا،بل رفض تنفيذ طلبات برلين وروما بإقامة قوة عسكرية تعمل على تدمير خطوط الحلفاء من الخلف، بل انتقد تصرفات هتلر وكان مقيما في منزل تحت الحراسة،أي غير قادر على مغادرة ألمانيا، وهذا يدل دلالة كبيرة على بطلان كل ما قيل عن تعاون المفتي مع هتلر أو انه المحرك وراء هتلر لإبادة اليهود.

والآن ... ماذا يقول النتن المفتري .. بعد كل هذه الحقائق الدامغة ..والتي لم نؤلفها .ولكن اكتشفها صحفي صدفة .. وهي منشورة في (مجلة الإثنين) المصرية سنة 1945( منذ 70 عاما)! قبل أن يولد النتن ..وقبل أن يغادر نيويورك إلى فلسطين مغتصبا معتديا إرهابيا مفتريا !!!

وسوم: العدد 643