أين رياض الترك ومنتهى الأطرش الآن؟

أدهم مسعود القاق

خدمت الثورة إلى جانب منتهى سلطان الأطرش منذ الأيام الأولى لقيامها، وقد

أسهمت إلى جانبها في إدارة عشرات الوفود إلى محافل عزاء الشهداء في مدن

ريف دمشق وأحياء دمشق، إضافة إلى نشاطات أخرى، ثمّ تدخلت هيئة التنسيق عن

طريق صبية لقياداتها من السويداء، وحاولوا تشويه سمعة الفريق الذي أعمل

ضمنه، وبالأخصّ سمعتي بالتضليل والخداع، استمرّت العلاقة معها، إلاّ أنّ

حذرها مننا كان يزداد كلما زادوا زياراتهم إلى منزلها في المزة، إلى أن

اكتشفت زيفهم وطردتهم من حياتها، ويبقيت بجانبها إلى أن هُجّرت من سوريا،

عافاها الله وأمدّ بعمرها.

وبعد اعتقال ابني في الشهر الرابع من عام 2011، إثر مشاركته في مظاهرة

الجلاء في السويداء، تعرّفت على الأستاذ رياض الترك، ضمير الثورة وعقلها

المدبّر والسياسي الأبرز. كنت ألتقيه ثلاث مرات أسبوعيًّا، تعلمت منه

الكثير، ودفعتني غيرته الوطنية لأكثر المواقع خطورة في عمل الثورة

السياسي، ثمّ أنه أطلق بعض الصفات المناسبة تمامًا لأصحابها لبعض من هم

موقعون البيان الأخير لمعارضين سوريين ينتقدون أنفسهم بطريقة

كاريكاتيرية، ومن الصفات التي اطلقها عليهم: (طائفي، طبل، الصبي، المبصبص

حول السفارات، عميل أو عميلة للمخابرات، جبان، يتاجر بالثورة، يظن أنه

سيصبح رئيس جمهورية، تاجر، كما كان مستحوذًا على وثائق تدين بعضهم منها

أوراق قدمت لعلي مملوك كنصائح لتجاوز الأزمة مثلًا، ..) هذه الأوصاف

أطلقها رياض الترك على بعض من الموقعين البيان الذي لا يكفي الإعلان عن

أخطائهم التي أسهمت بشكل أو بآخر بكل هذا الموت والدمار في سوريا، بل

عليهم مراجعة مدى طاقاتهم على العمل السياسي ذاته، بعد هذا العمر المديد.

ما يهمّني الآن الإفصاح عن قلة خبرتي بأساليبهم السياسية مما جعلتني أنقل

ما ذكره الأستاذ رياض أمام اثنين كانوا يدعيان قربهما من الثورة، أحدهما

أنثى، وهي من ناشطات إعلان دمشق، التي اتهمها زملاؤها الذين دخلوا السجن

حيئنذ، فيما بعد، بأنها من أخبرت المخابرات عن نشاطاتنا، وأكدوا ارتباطها

مع رفيقها المحامي بأجهزة المخابرات السورية. تمكّنت حينئذٍ تلك التي

أضحت تشتغل على المكشوف مع المخابرات الآن، من الاتصال بالأستاذ رياض

الترك، ونقلت له أكاذيب وتضليلات خداعًا له وللثورة، وادعت أني من

أقولها، ودعّمتها بصفات بعض هؤلاء التي ذكرها الأستاذ، والتي كنت قد

أخطأت بإباحة مضامينها  أمام تلك المسيئة، مما أدّى إلى تدهور علاقتي مع

الأستاذ رياض، ثم لجوئه إلى اتهامي باتهامات أنا برىء منها، كما جرت

العادة في أوساطهم السياسية التي أبرّئ نفسي منها أيضًا.

وسوم: العدد 701